بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013 .. وقفة بين الماضي التليد … والحاضر الحثيث

د. حسناء ناصر ابراهيم

       تعد مدينة بغداد منارة العلم وارث الحضارات المتعاقبة التي نمت وازدهرت في وادي الرافدين، اشتهرت بقصورها الفخمة وعمرانها الزاهر ومدارسها ومساجدها التي يقصدها الوفود وأفواج الناس من مشارق الارض ومغاربها لطلب العلم والمعرفة فكانت تضرب بها الامثال لمكانتها العالية وثقافتها العريقة، ومن معالم مدينة بغداد الشاخصة لهذا اليوم التي تمثل شواهد للثقافة والحضارة الاصلية هي: 

1. تل حرمل : شادويوم-  تمثل اقدم مستوطن حضاري تقع في القسم الشرقي من مدينة بغداد بمنطقة بغداد الجديدة يرجع الاستيطان فيها الى العهد الاكدي من سلالة أور الثالثة (3250-2115 ق.م) اصبحت مركز اداري مهم تابع الى مملكة اشنونا وعرف اسمها شادويوم في منتصف العهد البابلي القديم بنحو (1850ق.م)، وفيها اقيمت اول اكاديمية علمية في العالم أهتمت بدراسة الرياضيات وقضايا الهندسة والجبر وتوصلت انذاك الى نظرية هندسية تعتمد على تشابة المثلثات التي تسبق نظرية اقليدس الرياضي اليوناني بـ1700 سنة.

2. عقر قوف : دوركوريكاترو-  تقع على بعد 10أميال من الجانب الغربي لمدينة بغداد، تمثل عاصمة العراق في العهد الكشي (1595-1171 ق.م) ومن معالمها الشاخصة لهذا اليوم الزقورة التي تمثل اكبر الابراج المتبقية ومجموعة معابد ريئسية تعكس نمط من الفن المعماري الفريد.

3. الباب الوسطاني: باب الظفرية- هو الاثر الباقي لسور بغداد الشرقية ويعرف بباب الظفرية، يتألف هذا الباب من برج عالي مكتوب علية بخط النسخ وفيه من الزخارف المنقوشة والنقش الفريد، وادراكاً لأهمية الدور الذي تلعبه المدارس والجامعات في تنمية وتطوير الحياة فقد شيدت :-    

4. المدرسة المستنصرية: التي تعد أقدم جامعة في العالم تنوعت فيها مواضيع الدراسة من علوم القران والدين والفقة والفلسفة والحديث والعلوم التطبيقية كالطب والصيدلة والرياضيات وظلت المستنصرية زاهرة وملتقى لطلب المعرفة من كل حدب وصوب.

5.المدرسة الشرابية: القصر العباسي – تمثل بناء ضخم وفريد في الهندسة والتخطيط العمراني الذي يشهد بعظمة حضارتنا وتاريخنا المجيد، وغيرها من المعالم الأثرية التي لا يسع الحيز لذكرها والتي تعكس الثقافة العراقية وما خلفته عقلية المهندس العراقي من أصالة في التخطيط والتصاميم والإبداع في البناء وأعمال الزخرفة وفنون النحت ودقة الذوق.

يمكن ان تصبح هذه المعالم الحضاري من متاحف ومعارض أثرية ومدارس قديمة ثروة دائمة ومصدر دخل قومي لا ينفذ ولا ينضب من خلال تسويق الثقافة العراقية العريقة والنهوض بهذا التراث الحضاري الضخم من صيانة وحماية لهذه المعالم الخالدة والاستعداد الجاد لتنفيذ مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية فضلاً عن تخصيص المبالغ اللازمة لتغطية نفقات المشروع وتبويب مصادر إنفاقها والاهتمام الحثيث بالبنى التحتية.

Comments are disabled.