هجرة الشباب وآثارها الاجتماعية قراءة سيكولوجية

 د. مشحن زيد التميمي / قسم الاجتماع -كلية الاداب -الجامعه المستنصرية

   تعد الهجرة ولاسيما الهجرة الخارجية وتسرب الشباب والكفاءات العلمية ظاهرة خطيرة اخذت تقلق المجتمع يوما بعد اخر لكون الشباب احد الاركان الاساسية للبناء والتنمية في العالم وذلك لما يمتلكه من طاقات واستعدادات لبناء المجتمع بناءً قوياً وفاعلاً، ويواجه هذا القطاع الكثير من العقبات لذا اصبح من الطبيعي تسليط الضوء اللازم على كل المشاكل والقضايا التي تخص هذه الشريحة المهمة ويواجه الشباب في العراق تحديات كثيرة نتيجة للظروف الصعبة التي مروا ويمرون بها، مما حدى بهم الى الهجرة، فالهجرة التي اصبحت تشكل تحديا كبيرا امام المجتمع العراقي لما قد تخلفه من اثار سلبية تغير المعادلة التي من شانها الحفاظ على نمو المجتمع وتطوره باعتبارها متغير ثقافي رئيسي في المجتمع العراقي، ولا تقتصر اثار الهجرة على الناحية الاجتماعية والثقافية فحسب بل اثارها المترتبة سلبا على الحياة الاقتصادية والديموغرافية ايضا، وتعد من اهم التحديات التي تواجه المجتمع العراق في الوقت الراهن حيث اخذت ابعادا خطيرة على حاضر ومستقبل المجتمع العراقي في الوقت الراهن وقد اعتمد الباحث على المنهج الوظيفي في تحليل عوامل ودوافع الهجرة واثارها الاجتماعية، مستندا على الاسس النظرية والمنهجية في علم الاجتماع والانثروبولوجيا وقد توصل الباحث الى العديد من النتائج اهمها: 
1- تعد الهجرة استنزاف خطير للموار البشرية ولا سيما الكفاءات والخبرات العلمية، الامر الذي يهدد بافراغ البلد من كفاءاته العلمية. 
2- تركت الهجرة اثارا نفسية واجتماعية على الاسرة العراقية وعلى اواصر العلاقات الاجتماعية في البلد فانقطاع هؤلاء ولاسيما لفترات طويلة واستقراراهم سوف يخلق نوع من الانقطاع في التواصل بين المهاجرين وامتداداتهم واصولهم في العراق. 
3- ضرورة النظر الى ان لهجرة الاطباء والمهندسين باتجاه مناطق عديدة في العالم قد ترك فراغ واسع في المؤسسات الصحية ومؤسسات التخطيط والتنمية وتوقف الاعمار مما يجعله يعتمد على الخبرات الاجنبية وهذا يساهم في زيادة الفقر والبطالة وغيرها في البلد. 
4- ضرورة اجراء دراسات مسحية وميدانية عن ظاهرة الهجرة ولاسيما هجرة الشباب والعقول والكفاءات من اجل كشف النقاب عن اسبابه وتقديم الحلول المناسبة لحلها، بالاضافة الى ذلك توافر الجهود الرسمية على وقف العوامل الطاردة لهجرة الكفاءات خارج البلد. 
5- ان من ضمن الاثار الاجتماعية التي تسببها الهجرة تاخر سن الزواج لكثير من الفتيات وادت بدورها الى العنوسة بسبب هجرة الكثير من الشباب الى خارج البلد، وسيعطي هذا الاثر تحول المجتمع من مجتمع شبابي الى مجتمع كهولي غير قادر على العمل، مما يسبب الاعتماد على الكفاءات الوافدة الى البلد لتعويض النقص نتيجة هجرة الشباب وهذا يسبب ايضا استنزاف ميزانية الدولة.
ان من ضمن الاثار الاجتماعية التي تسببها الهجرة تاخر سن الزواج لكثير من الفتيات وادت بدورها الى العنوسة بسبب هجرة الكثير من الشباب الى خارج البلد، وسيعطي هذا الاثر تحول المجتمع من مجتمع شبابي الى مجتمع كهولي غير قادر على العمل، مما يسبب الاعتماد على الكفاءات الوافدة الى البلد لتعويض النقص نتيجة هجرة الشباب وهذا يسبب ايضا استنزاف ميزانية الدولة.

Comments are disabled.