المواد الحافظة في الأغذية المعلبة وتأثيرها على صحة المستهلك

د. علياء سعدون        م.م عماد حمدي        د. مروج عبد الستار العبيدي

  قام مركز بحوث السوق وحماية المستهلك (جامعة بغداد) بإعداد دراسة تحليلية وميدانية من قبل الباحثين حول المواد الحافظة في معلبات المواد الغذائية وتأثيراتها الصحية على المستهلك العراقي. وكان الهدف من اختيار هذا الموضوع للبحث في ارتفاع استهلاك العائلة العراقية للأغذية المعلبة، خلال الفترة الحالية، بما أدى إلى تغييرات جوهرية في النمط الغذائي للعائلة. والمواد الحافظة هي عبارة عن مادة كيماوية، تضاف إلى هذه المعلبات، ولا تعتبر جزءا منها ولا مكملا غذائيا لها، ولا تمتلك أية قيمة غذائية، وإنما تضاف فقط لمنع أو تأخير نمو الأحياء المجهرية غير المرغوب فيها.

وقد توصلت الدراسة التي شملت نحو (60) ستون مستهلك. إلى مجموعة من النتائج فيما يلي أهمها:

1. وجدت الدراسة بان عينة البحث مثقفة وواعية ويمكن الاستناد إلى رأيها في إعطاء الملاحظات والأوامر إلى الجهات المعنية لإلزام المنتجين والمستوردين بقوانين تفرض عليهم الالتزام في إنتاج المعلبات الغذائية الصحية وكذلك بالنسبة للسلع المستوردة.

2. أظهرت الدراسة تفضيل المستهلك لاقتناء المواد الغذائية المعلبة بصورة عامة والحليب ومشتقاته بصورة خاصة. حيث تبين أن تقريبا أكثر من (14%) من عينة الدراسة تفضل تناول الحليب المعلب ومشتقاته المتوفر في الأسواق المحلية في الوقت الحاضر. وان بحدود (70%) منها لا تعرف المواد الحافظة الطبيعية والكيماوية المضافة للمعلبات الغذائية في الأسواق المحلية.

3. خرجت الدراسة بان استخدام المواد الحافظة الطبيعية هو أفضل من الصناعية حيث وجد أن بحدود (22%) من عينة الدراسة كان رأيها بان أهم أنواع المواد الحافظة المستعملة في حفظ الأغذية المعلبة هو الماء والملح (المحلول المائي) وان تقريبا (42%) من العينة كان رأيها في سبب إضافة المواد الحافظة للأغذية المعلبة بأنها تحفظ المواد الغذائية.

4. استنتجت الدراسة بان (85%) من عينة الدراسة كانت تقوم فعلا بقراءة بطاقة الدلالة الإعلامية لمكونات المعلبات للمواد الغذائية قبل شرائها من الأسواق المحلية أو استعمالها في المنزل. وان بحدود (81%) من العينة كانت تقرأ المواد الحافظة الموجودة ضمن بطاقة الدلالة. وان (68%) تقريبا منها كانت تعرف المواد الحفظة بأنها صناعية. كما كان (50%) من عينة الدراسة لم يختار المواد الحافظة الصناعية لسببين اولهما بأنها ذكرت كمادة صناعية بدون تركيز وثانيها لكونها ذكرت في المركبات الكيماوية مباشرة بالإضافة إلى إن هنالك عينة كانت لا تقرأ المواد في بطاقة الدلالة الإعلامية لسبب إنها لا تهتم بذلك.

5. أشارت الدراسة في جزئها النظري إلى أن المواد الحافظة تضاف للمعلبات بتركيز ضمن الحدود المسموح بها دوليا وقد اتفقت عينة الدراسة جزئيا مع هذا الراي حيث وجد ان بحدود (38%) من عينة الدراسة كانت تعتقد نوعا ما بان الكمية التي تضاف في الوقت الحاضر من المواد الحافظة الى مختلف الانواع من العلبات والتي هي بتراكيز معينة والتي يقراها المستهلك في البطاقة الاعلامية هي ضمن الحدود المسموح والمصرح بها من قبل الجهات المسؤولة عن ذلك.

6. وجد ان (84%) تقريبا من عينة الدراسة تتفق مع وجود عوامل مؤثرة على فعالية المواد الحافظة في المواد الغذائية المعلبة. وان (25%) من العينة كان رايها بان اهم هذه العوامل المؤثرة هي ظروف الخزن والتعليب.

7. وجدت الدراسة بان الافراط في تناول المواد الغذائية الحاوية على المواد الحافظة يؤدي الى ظهور الحالات المرضية. حيث تبين ان جميع العينة كانت تعتقد بان كثرة استخدام المواد الحافظة في الاغذية المعلبة يؤدي الى ظهور حالات غير صحية لدى المستهلك. وان بحدود (50%) من عينة الدراسة كانت تعتقد بان اهم انواع الحالات المرضية التي تظهر على المستهلك من تناول الأغذية المعلبة بكثرة هي التسمم والحساسية والقيء وزيادة حموضة المعدة.

8. لوحظ ان بحدود (84%) من عينة الدراسة تتفق بان الإكثار من استخدام المعلبات الحاوية على المواد الحافظة والاعتماد عليها يسبب أضرار اقتصادية رئيسية للمستهلك. وان (69%) تقريبا من العينة أيدت السبب الذي يقول بان كثرة شراء المعلبات من الأسواق المحلية يسبب اضرارا اقتصادية.

9. أظهرت الدراسة الميدانية ان هناك أنواع مختلفة لمنتوجات الحليب ومشتقاته في السوق المحلية تحمل بطاقة دلالة بيانية لا يذكر فيها تركيز المواد الحافظة الصناعية المضافة إليها وبنسبة (75%) ، فلذلك أكدت الدراسة على ضرورة إلزام المنتجين والمستوردين لهذه المواد من قبل الجهات ذات العلاقة وان يذكر هذه المواد وتركيزها في بطاقة الدلالة البيانية الملصقة على المعلبات الغذائية.

Comments are disabled.