اجرت اذاعة الكوثر لقاء مع الدكتور محمود عبدالله جاسم رئيس قسم تقويم السلع وأداء الخدمات في مركزنا حول المنتجات الغذائية التالفة المتوفرة في السوق المحلية، وقد شرح الدكتور محمود عن ماهية هذه السلع ومناشئها وتكدسها في الاسواق المحلية وعلى ارصفة الشوارع لبيعها من قبل البائعة المتجولين وتشمل مجموعة من المعلبات الغذائية ذات مناشىء اجنبية مختلفة، وهذا يأتي ضمن سياسة الاغراق السلعي الموجودة لحد الان في اسواقنا المحلية بسبب ضعف الانتاج المحلي من حيث الكمية والنوعية، والذي يسبب في حالات كثيرة الى تلف هذه السلع الغذائية بسبب عدم اتباع شروط الخزن المناسب وبالتالي وصولها غير سليمة الى المستهلك. 
وقد اشار الدكتور محمود حول السؤال الذي طرحه المحاور عن سبب هذه الظاهرة ان الانتاج الغذائي المحلي قبل عام 2003 كان يغطي الى حد ما حاجة السوق المحلية من المنتجات الغذائية المتنوعة وكان الانتاج يتصف الى حد ما بالمقبولية من قبل المستهلك العراقي، إلا ان الانفتاح على السوق العالمي وتوريد السلع الغذائية الى العراق بصورة عشوائية بعد عام 2003 ادى الى كساد المنتج المحلي وعدم قدرته على المنافسة مع المنتج الاجنبي والذي يتصف غالبا بالجودة العالية وبالسعر المقبول مقابل الجودة المقبولة للمنتج المحلي، فضلا عن التكلفة العالية له بسبب الظروف الاقتصادية التي يعيشها البلد ونقص تجهيز الطاقة الكهربائية للمعامل الغذائية الذي ينعكس سلبا على العملية الانتاجية مما حذا اغلب اصحاب المعامل الى غلق معاملهم في الوقت الحاضر لعد قدرتهم على المنافسة.
وقد اوضح الدكتور محمود في نهاية حديثه انه يجب على اصحاب معامل الاغذية المحلية ادخال معايير الجودة العالمية في مصانعهم بغية الحصول على منتج غذائي محلي بمواصفات مضاهية للمنتجات الاجنبية وبالتالي انتعاش قطاع الصناعات الغذائية في بلدنا العزيز رفداً للاقتصاد الوطني.