عبوات الأغذية الذكية
د.محمد عبد الرزاق الصوفي
يعد موضوع سلامة الأغذية احد الاعتبارات الهامة في مجال حماية المستهلك نظرا لما يشكله الغذاء التالف وغير الصالح للاستهلاك البشري من مخاطر صحية جمة. ونتيجة لتطور سلوك المستهلك في كافة إنحاء العالم واتجاهه إلى الاعتماد على الأغذية المعلبة في الكثير من احتياجاته الغذائية مما ساهم بزيادة الإنتاج العالمي الذي رافقه حصول العديد من عمليات الغش وترويج أغذية غير صالحة للاستهلاك.لذا فقد كانت الحاجة ماسة إلى وضع تشريعات ملزمة والقيام بخطوات هامة من اجل الحصول على أغذية سليمة من الناحية الصحية ولا تسبب ضررا للمستهلك عند تناولنا وقد تمثلت هذه الخطوات بإتباع اشتراطات السيطرة والنوعية والمواصفات القياسية التي تحدد صلاحية المنتج من عدمه تلاه وضع المواصفات القياسية الدولية (ISO )Internatinal Standardization والتي تلزم الجهة المصنعة باتخاذ كافة التدابير اللازمة من اجل الحصول على منتج ذي مواصفات قياسية معتمدة. ثم تطور الأمر إلى إتباع نظام (HACCP )Hazard Analysis critical Control Point القاضي بتحليل مناطق الإنتاج الحرجة والسيطرة عليها لضمان الحصول على منتج قياسي ,وقد أدت هذه التدابير الى أنتاج غذاء عالي الجودة وأمين من الناحية الصحية.
إلا أن ظروف التداول والخزن للمنتج تتفاوت بين الدول واعتمادا على ثقافة الشعوب والتي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى تلف الأغذية أثناء هذه العملية المهمة التي تلي عملية الإنتاج. وأصبح المستهلك في بعض الأحيان يفاجأ عند اقتنائه لغذاء معين من الأسواق المحلية بأنه غير صالح للاستهلاك عند فتحه في المنزل لذا فقد كانت الحاجة إلى ابتكار أسلوب جديد يمكن المستهلك من معرفة مدى سلامة الغذاء قبل عملية الشراء وقد كان هذا الأسلوب باستعمال عبوات الأغذية الذكية التي تعطي المستهلك معلومة عن مدى صلاحية الغذاء من عدمه وذلك عن طريق وضع منطقة معينة على العبوة الغذائية تشير إلى لون معين في حالة كون الغذاء صالح للاستهلاك البشري وعند انتهاء فترة الصلاحية أو حدوث تلف فيه فان هذا اللون يتغير إلى لون آخر مما يساعد المستهلك في تجنب شراء هذا الغذاء والابتعاد عنه, وقد اعتمدت إليه عمل هذه العبوات على تغير اللون عند دخول الأوكسجين إلى المادة الأغذية المعلبة والذي يساعد على نمو الإحياء المجهرية التي تسبب تلف الغذاء وبالأخص في اللحوم المجمدة, كما أن حدوث التغير في درجات الحرارة المستعملة في حفظ المادة الغذائية يمكن أن يؤشر بتغير لوني وهذا يعطي معلومة مهمة للمستهلك بان الغذاء لم يخزن بدرجة الحرارة الى إحداث تغيرات عدة في الغذاء مثل المبردة والمجمدة كما يؤدي التلف الذي تحدثه الأحياء المجهرية الموجودة في الغذاء إلى أحداث تغيرات عدة في الغذاء مثل إنتاج الحامض والغاز وتحلل البروتينات وتزنخ الدهون فضلا عن العديد من التغيرات الأخرى التي يمكن الاستفادة منها في الكشف عن طرائق عدة تكون باستعمال مواد كيمائية او أنزيمية تسبب تغيرا في اللون الذي يعبر عن تلف المادة الغذائية من عدمه.
وزال المجال البحثي في العام حديثا ويحتاج المزيد من الدراسات من اجل تحقيق الهدف المهم وهو حماية المستهلك من حصوله على أغذية غير صالحة للاستهلاك البشري.