التلوث الضوضائي طاعون العصر

  م.م هاشم جعفر عبد الحسن

اتفق معظم الباحثيين في مجال التلوث إن التلوث الضوضائي طاعون العصر نتيجته الموت الهادئ، والذي يتقدم بتفوق على ضحايا الحروب، وليتفوق على ضحايا الطرق! والتلوث الضوضائي – بمثابة عمل إرهابي في وضح النهار لأنه فعل عنيف موجه حصرا ضد المدنيين والمدنية والمجتمع، وتأثير التلوث الضوضائي يعتمد على مدى استيعاب أذن الإنسان له لأن البعض يتحمل الضوضاء بنسب متفاوتة عن الآخر فإن أي صوت ينتج عنه ضوضاء يعتبر مزعجا ومثيرا للنفوس.

    مصادر الضوضاء تسببها وسائل النقل البرية والجوية وما ينتج من الازدحامات المرورية، وتشغيل المولدات التجارية، والضوضاء تمارس أثناء الفعاليات الاجتماعية (الفعاليات المنزلية ، الموسيقى الصاخبة المنبعثة من أجهزة التلفاز والمذياع، ومن بعض الحيوانات الأليفة المنتشرة في الشوارع والأزقة)، كذلك الضوضاء الصناعية (ضوضاء المصانع والمعامل والورش الصناعية والحرفية وورش تصليح وصيانة السيارات)، كما أن الفعاليات العسكرية تسبب الضوضاء منها (أصوات مرور الدبابات والعربات والسمتيات والطائرات الحربية)، وضوضاء المباني والإنشاءات والضوضاء الناتجة من الأنشطة التجارية والبشرية. وفي ظل انعدام التخطيط البيئي والحضري. 

تخالف تعاليم جميع الأديان السماوية والمبادئ الإنسانية سلوكيات المجتمع الخاطئة بالنسبة للضوضاء مع الذوق السليم والإحساس بالمسؤولية حيث يقول تعالى: {وأقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} [سورة لقمان:].

ويمكن ان نقسم تأثيرات الضوضاء إلى ما يأتي:-

  • التأثيرات النفسية مثل سرعة التعب والإرهاق العصبي والشعور بالضيق وسهولة الإثارة وكثرة الشكوى والتأثيرات العصبية الفسيولوجية المؤثرة على الإنتاج والتي تزيد من نسبة الأخطاء وتنقص القدرة على التركيز وأداء الأعمال الذهنية والعقلية، وتؤدي إلى الشعور بالخوف والانهيار العصبي، ولا تسمح بالتفكير والعمل والتعلم أو حتى التمتع بأوقات الراحة .
  • ردود الفعل البيولوجية مثل سرعة النبض وتقلص الشرايين والأوعية الدموية وسرعة إفراز بعض الغدد في الجسم مما يتسبب عنه ارتفاع نسبة السكر في الدم. ومن المخاطر أيضا الإصابة بقرحة المعدة والتوسع في بؤبؤ العين. تؤدي الضوضاء إلى فقدان السمع المؤقت وأحيانا الفقدان الدائم للسمع، وهي تؤدي إلى زيادة تدفق الأدرينالين في الدم، وتزيد من ضغط الدم، كما تشوش وتيرة نبض القلب وعمل الكلى، وتسبب الإعياء مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بجهاز المناعة.
  • الأضرار بالأجهزة السمعية والحساسية في الشعيرات الحسية للجسم الحلزوني بالأذن الداخلية..

يتبين مما سبق أهمية التخلص من الضجيج ومظاهره :

  • العمل على تطوير الوعي البيئي وتعميق المعرفة البيئية الأساسية بغية بلورة سلوك بيئي ايجابي كشرط أساسي يستطيع المواطن أن يؤدي دوره بشكل فعّال في حماية البيئة والمساهمة في الحفاظ على الصحة العامة.  
  • ضرورة النظر في إبعاد المدارس والمستشفيات عن مصادر الضوضاء .
  • حث الهيئات الدستورية ذات العلاقة على تشريع قوانين جديدة تخص منع الضوضاء الطبيعية (الفيزيائية)، تشريعات واضحة ومرنة وشفافة لا تسمح بالتجاوزات والالتفاف عليها.
  • إعداد المواصفات العراقية الخاصة بالصوتيات والضوئيات والضوضاء والوسائل الصوتية، بالتعاون مع وزارة البيئة وهيئات حماية البيئة الوطنية وكافة الجهات ذات العلاقة.
  • إعادة تخطيط المدن وتخطيط الشوارع وتوزيع استعمالات الأرض وإقامة حواجز خاصة لامتصاص الضوضاء العالية .
  • عزل الحرف والورش داخل الأحياء السكنية في أبنية وعمارات خدمية وحرفية خاصة بها لتوفير البيئة السكنية المناسبة لمعيشة المواطنين.
  • الاهتمام بالتشجير والمناطق المكسوة بالأشجار والحدائق تمتص الضجيج المروري .
  • إتباع مبدأ فرض الغرامات التصاعدية المالية على القائمين بالصخب الضوضائي . 
  • التعاون مع شرطة البيئة لتنفيذ حملات تفتيش عن مصادر الضوضاء الثابتة والمتحركة.

Comments are disabled.