الأصل التاريخي لوسائل النقل
د.علياء سعدون عبد الرزاق
جميع وسائل النقل في الدنيا من تسخير الله تعالي ولولا أن الله عز وجل قد سخرها لنا وذللها لنا ماكنا لنقترن بها ونستفيد منها. ولذلك يقول تعالى “والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ماتركبون (12) لتستووا على ظهورها ثم تذكروا نعمة الله ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقربين (13) وإنا إلى ربنا لمنقلبون ” الزخرف.
وهذا يدل على أننا ماكنا لنقرن بوسائل النقل هذه لولا أن سخرها لنا فهذه الآية الكريمة تذكر أنواعا متعددة من وسائل النقل تبدأ اعتبارا من بعض الحيوانات التي ذللها الله من الإبل والخيل والبغال والحمير وغيرها ووصولا إلى وسائل النقل البرية والبحرية والجوية جميعها.
وهكذا تطور تاريخ النقل مع تطور الحضارة الإنسانية ويعتقد أن أول من استخدم العجلة هم السومريون في الشرق الأدنى القديم وذلك مابين 5000و4000 سنة قبل الميلاد وانتقلت إلى أوربا والهند في الألف الرابع قبل الميلاد والى الصين في 1200 قبل الميلاد وكان الرمان بأمس الحاجة إلى توسيع الطرق والمحافظة عليها لما لها من أهمية في بقاء وازدهار الإمبراطورية الرومانية وفي الحضارة الإسلامية ثم بناء العديد من الطرق في جميع أنحاء الخلافة الإسلامية وخاصة في بغداد وثم تطورت الطرق أثناء الثورة الصناعية في (1756_1836) ثم تطو النقل الآلي البري في التاريخ المعاصر ليتناسب مع الآليات الجديدة مثل الجرار والدراجات والسيارات والشاحنات والقطارات
أما بالنسبة للنقل البحري فيبدأ من العصر الحجري وتطور مع تطور الحضارة حيث طورت قوارب التجارة والحرب في البحر المتوسط ثم السفن الشراعة تسمى (القلاس) منذ حوالي 3000 سنة قبل الميلاد ثم السفن العابرة للمحيطات مثل السفن العربية الكبيرة في القرن الثالث عشر والسفن العربية الكبيرة في القرن الثالث عشر والسفن الصينية في أوائل القرن الخامس عشر والسفن المدرعة في أواخر القرن الخامس عشر ومع بداية الثورة الصناعية تم صنع اول سفينة تجارية تسير بقوة الديزل ثم تم تطوير الغواصات للإغراض العسكرية وتطورت مع تطور الملاحة إلى ان وصلت الى ماهو علية الآن .
واما بالنسبة للنقل الجوي فقد بدا مع بداية الأسطورة اليونية ثم البالونات والمنطاد ومن ثم بالطائرات الشراعية لتختم بالطائرات، وكانت أول محاولات الطيران من قبل يوان هوج تو باستخدام الطائرات الورقية في 550ثم عباس بن فرناس باستخدام المظلة 852 م ثم جاء الأخوان رايت باختراع الطائرات الحديثة والتي تستخدم القوة الحركية في رفع الطائرة في 1953مومن ثم الرحلات الفضائية التي بدأت من أول مركبة فضائية حطت على سطح القمر في عام 1969 م وهكذا أحرز تقدم تكنولوجي للسفن ليسمح للبشر بالسفر إلى ابعد الأماكن الممكنة واستكشاف المزيد من المواقع ثم انتهت بتصنيع طائرات الكونكورد التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وبهذا ساهم النقل مساهمة فعالة بامتزاج الأعراق والأذواق والتبادل الحضاري وتطور الحضارات ولازال الباحثون يعملون على أيجاد سبل جديد لخفض التكاليف وزيادة الكفاءة في مجال النقل.