دور حرق وقود مركبات النقل الخاصة والعامة في تلوث تراب شوارع المدن

أ.م. د. عارف محسن لفته

تعد المنظومات الحضرية على العموم معقدة للغاية ويشكل التراب طبقة سطحية في هذه الأنظمة، وتعد الأتربة على أطراف الطرق مؤشرات مهمة على تلوث البيئة، وتميزت العناصر الثقيلة بالخصوص الرصاص بأنه مؤشر جيد على تلوث تراب الطرق والتربة في المناطق الحضرية فضلاً عن تقدير مصادر الخطر ومعالجتها تحدث هذه المنظومات تغييراً في التلوث مع التبدل البيئي والمناخي.

نالت مستويات التلوث المرافقة والمنسوبة إلى تراب الطرق أهتماماً كبيراً في العقود الماضية وذلك بسبب أن تراكيز العناصر والتركيب الكيميائي لها تعكس الخصائص والنشاطات والأحداث التي تحدث في تلك المناطق، وتظهر هذه العناصر أيضاً في وقود الغازولين وزيت الغاز وفي أنبعاثات المحروقات منهما وفي زيوت التزييت وفي مياه الصرف في أرجاء بلديات معظم مدن الدول النامية. ومن أهم مصادر التلوث بالرصاص الأنبعاثات من حرق الوقود المدعم بالرصاص بوساطة المركبات ومازال يتساقط الرصاص من هذا الأحتراق منذ سبعينيات القرن الماضي وأدى إلى نسبة مئوية كبيرة من الرصاص الهوائي في بيئة المدينة. عليه تم تسجيل مستويات تركيز للرصاص في تراب الطرق في بعض مدن البلدان وتراوحت بين 85 لغاية 5060 مايكروغرام/غم. ظهر الوقود الخالي من الرصاص في العديد من الحكومات المحلية وهذا الأجراء أدى إلى تقليل مستويات تركيز الرصاص في الجزيئات الصلبة المنثورة على تراب الطرق في مدن العالم وتراوح مستوى تركيز الرصاص مثلاً في مدينة كاركاس بين 5.0 لغاية 13.0 مايكروغرام/غم وتراوح مستوى تركيز الرصاص مثلاً في مدينة مراكي بين 2.0 لغاية 4.0 مايكروغرام/غم في تراب المنطقة السكنية في المدينة. أخذ موضوع التلوث بالعناصر الثقيلة أهتماماً كبيراً وذلك لخطورتها السمية على صحة الإنسان وعلى البيئة وعلى الزراعة بالقرب من الطرق. لذلك يعد حساب العناصر الثقيلة في النماذج البيئية مهماً جداً وثبت أن الرصاص يساهم في التبدلات في أنزيم الدم وفي فقر الدم والنشاطية المفرطة. يتعرض الأطفال القاطنين في المدن إلى التراب الملوث بالرصاص والمعادن الثقيلة الأخرى أثناء لعبهم في الأزقة والطرقات. فالتعرض إلى المحيط البيئي الملوث بالرصاص محفوف بالمخاطر على صحة الإنسان ويختلف خطره على الأطفال بسبب أن الأنظمة العصبية لديهم تكون غير مكتملة ومن المحتمل أن يصابون بعجز أو اضطراب في السلوك حتى ولو كان التعرض بكميات قليلة.