أهمية التشريعات في حماية المواطن من الضجيج
د.خليل إسماعيل
كان الضجيج ولا يزال احد عناصر التلوث البيئي، بل يمكن القول انه أول عنصر في هذا التلوث أهدت إليه الإنسان في سلوك وهذا ما نجده في القران الكريم، إذا قال سبحانه وتعالى ((وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القران والغوا فيه لعلكم تغلبون)) (فصلت -26)
وذلك في محاولة من المشتركين لإفساد ما جاء به القران الكريم عن طريق قيامهم باللغو، وفي مقابل اللغو هناك الانصات الذي يفضى للاستماع والفهم قال تعالى (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين)
أن الدول المتحضرة تحرص على سن التشريعات التي تنظم سلوك الأفراد وتجعلهم يتصرفون وفقا للتشريعات المنظمة للحياة بمختلف جوانبها، ومن المؤكد ان الإنسان يعد قيمة عليا وفي سلم القيم من سائر الموجودات التي قد وجدت لخدمة الإنسان نفسه قال تعالى (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا)
ان الذي يلاحظ على التشريعات في غالبية البلدان النامية ومنها العراق إنها لازالت متخلفة ولا تتناسب مع الطموحات في جعل الإنسان قيمة عليا ومن الظواهر التي تدلل على ذلك هي حالة الفوضى التي تنتاب المجتمع العراقي جراء حالة الضجيج المتفشية في عموم جوانب المجتمع ، وقد يكون من المفيد الوقوف على بعض جوانب الضجيج ومنها:
- الضجيج في الشوارع جراء الاستخدام السيئ لمنبهات المركبات.
- الضجيج الذي يحدثه أصحاب محلات التسجيل وبعض باعة المواد الغذائية خاصة بهدف جذب انتباه الزبائن.
- الضجيج الذي يحدث بسبب حفلات الأعراس ومجالس العزاء.
- الضجيج الذي يحصل من مكبرات الصوت في المساجد لاسيما أوقات الآذان وبعض المناسبات الدينية.
- الضجيج الذي يحصل جراء تواجد بعض النشاطات الصناعية كالحدادة في المناطق السكنية.
- الضجيج الذي يحصل من الاستخدام السيئ للهاتف النقال في المحلات العامة (المركبات، القاعات الدراسية والمساجد…الخ).
وقد تطول قائمة الشواهد على الضجيج غير ان ما ذكر قد يكفي والسؤال هو كيف يمكن معالجة هذه الظاهرة؟
لاشك ان التوعية لها دور كبير في هذه المعالجة، اذ من شأنها الوصول إلى مجتمع متحضر يحترم بعضهم بعضا ويتجنب كل ما من شانه إزعاج الآخرين غير ان التشريعات المنظمة للحياة تبقى العامل الأهم في هذه المعالجة وذلك لعدة أسباب منها:
- ان التوعية والتثقيف تحتاج إلى أمد طويل لتأتي بالنتائج المطلوبة
- ان البعض من المواطنين يظل مصرّاً ولا يلتزم بالنصائح.
لذا ينبغي الإسراع في سن التشريعات اللازمة المنظمة لسلوك الأفراد ومن جدير الذكر أن البعض من الدول النامية فضلاً عن الدول المتقدمة قد اتخذت مثل هذه التشريعات فعلى سبيل المثال لا الحصر صدر قرار في المملكة العربية السعودية ينظم أصوات مكبرات الصوت في المساجد بهدف تنظيم العمل في هذا المجال، فهل تقوم الجهات المختصة في بلدنا بإصدار مثل هذه التشريعات خدمة للمواطنين.