م.م. هدى حميد كاظم

حمــى القــرم او الكونكــو (CCHF) هو احد انواع امراض الحمى النزفية الفايروسية مسببه فايرس يدعى Nairovirus من عائلة Bunyaviridae ينقل ويحمل عن طريق القراد الصلب Ixodid . و هو مرض متوطن بالعراق منذ 1979 وكذلك في الدول المجاورة وفي شرق وجنوب اوربا ودول البحر المتوسط والصين وشبه القارة الهندية . انه مرض حيواني المنشأ و من ضمن الامراض التي تكثر في المناطق الاستوائية حيث اعتدال درجات الحرارة والرطوبة العالية نسبيا اذ في هكذا ضروف ممكن ان يكون مرضا خطيرا ويصعب السيطرة عليه.

قد يكون المرض الناتج عن فيروسات الحمى النزفية، بسيطا لكنه أحيانا قد يهدد الحياة وبنسبة وفيات تصل لـ40% تبعا لضروف المناخية المواتية كما ذكر في اعلاه وهو ينتقل من بعض الحيوانات إلى البشر، كما يمكن أن تنتقل العدوى من شخص لآخرعبر سوائل الجسم. في العراق تركزت أغلب الإصابات في محافظة ذي قار جنوبي البلاد، اذ خلال عامي 2021 و 2022 كانت هناك 30 اصابة و9 حالة وفيات وقد سجلت حالات اصابة في كل من بابل والديوانية ايضا وكانت أول حالة وفاة بشرية تسجل بالعراق رسميا بهذا المرض عام 2018..

الفرق الرقابية تواصل حملاتها الرقابية لمتابعة محلات القصابة وبيع اللحوم الحمراء وتسود محافظة ذي قار حالة من القلق والتوجس من انتشار المرض المعدي، وسط مطالبات من الجهات الحكومية بتفعيل الرقابة الصحية على محال بيع اللحوم، ومنع ظاهرة نحر المواشي عشوائيا وفي الأماكن العامة، مما يتسبب بتلويثها ونشر الأمراض. يجب ان تتظافر الجهود لا بتبادل الاتهامات فكل من وزارة الصحة والهيئة العامة للبيطرة و البلدية و وزاررة الداخلية كل له دورللحد والوقاية من هذا المرض والمحافظة على ارواح المواطنين بقليل من الوعي و تطبيق شروط السلامة والنظافة و مكافحة القراد بأعتباره وسيط ناقل للمرض. إطلاق فرق رقابية لمتابعة مواقع ذبح الحيوانات ومدى ملاءمتها لتوصيات السلامة”. أن “هذا المرض في بدايته غير خطير، لكن ربما لو انتشر بشكل أسرع ستصعب السيطرة عليه ومقاومته، خاصة مع غياب اللقاح اللازم له وتعثر الطرق العلاجية فيما تظل الوقاية أفضل وسيلة لمواجهته إلى أن يكتشف العلماء لقاحات معتمدة.

ملخص عن الاصابــة بفيروسات الحمى النزفيــة..

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، تصل معدل الوفيات بالحمى النزفية هذه إلى 40 بالمئة من المصابين. وينتقل الفيروس عن طريق الدواجن أو حيوانات الماشية إلى الإنسان ، بينما ينتقل من إنسان إلى آخر بسبب الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى. كما ان للقراد دور هام واساسي في نقل المرض كوسيط . هناك أنواع اخرى من الحمى النزفية الفيروسية؛ حمى الضنك وحمى الإيبولا وحمى لاسا وحمى ماربورغ والحمى الصفراء.

الأعــراض..

تختلف علامات وأعراض الحمى النزفية الفيروسية حسب المرض. بشكل عام ، الأعراض المبكرة تكون حمة ,التعب أو الضعف أو الشعور العام بالتوعك, دوخة,آلام في العضلات أو العظام أو المفاصل, استفراغ و غثيان, إسهال

الأعراض التي يمكن أن تكون مهددة للحياة تشمل والأكثر شدة هي نزيف تحت الجلد أو في الأعضاء الداخلية أو من الفم أو العينين أو الأذنين, غيبوبة, هذيان, فشل كلوي, تليف كبدى, توقف التنفس ثم الموت

الأسبــاب..

تنتشر الحمى النزفية الفيروسية عن طريق ملامسة الحيوانات المصابة. تعيش الفيروسات التي تسبب الحمى النزفية الفيروسية في المضيف القراد. يمكن أيضًا أن تنتقل بعض أنواع الحمى النزفية الفيروسية من شخص لآخر. او عن طريق لدغات القراد. او عن طريق ملامسة سوائل الجسم المصابة ، مثل الدم أو اللعاب أو السائل المنوي.

عـوامل الخطـر..

إن العيش في بيئة ملائمة لانتشار الحمى النزفية يزيد من خطر إصابة بهذا الفيروس. تشمل العوامل الأخرى التي يمكن أن تزيد من خطر الاصابة ما يلي: العمل مع المصابين, ذبح أو أكل الحيوانات المصابة, مشاركة الإبر في استخدام العقاقير الوريدية, ممارسة الجنس غير المحمي, العمل في الهواء الطلق التعرض للدم الملوث أو سوائل الجسم الأخرى.

الوقايــة..

حماية النفس من العدوى باستخدام حواجز وقائية مناسبة عند العمل بالدم أو سوائل الجسم كما في المشافي والفحوصات المختبرية على سبيل المثال ,ارتداء القفازات وواقيات العين والوجه. تشمل الاحتياطات أيضًا المعالجة الدقيقة والتطهير والتخلص من عينات المختبر والنفايات.

تجنب القراد من خلال ارتدِ اء السراويل الطويلة فاتحة اللون وقمصانًا بأكمام طويلة أو الأفضل من ذلك ارتداء ملابس مطلية بالبيرميثرين. لا يوضع البيرميثرين مباشرة على الجلد. تجنب التواجد في الخارج قدر الامكان.

يعاني العراق منذ عقود من الجهل والعجز و سوء التخطيط والمتابعة في مختلف القطاعات مثل الصحة والزراعة والبلدية مما اثر سلبا على نظام الرعاية الصحية للمواطنين. ازداد الفقر والبطالة وتدهور الوضع الغذائي. كما يعاني العراق من سوء الصرف الصحي وإمدادات مياه الشرب وتدني مستويات التعليم وانتشار أنماط الحياة غير الصحية ، مما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة وزيادة معدلات الوفيات وانخفاض معدلات العمر.

حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان (HCHR) ، في 26 يونيو 2018 ، السلطات العراقية من انتشار “الحمى النزفية” لما لها من آثار سلبية على اقتصاد البلاد وحياة المواطنين ، والتي قد تتسبب في وفاة العديد منهم. دعت وزارة الصحة ودائرة صحة الديوانية حينها الى تنفيذ اجراءات وقائية سريعة لمنع انتشار المرض الى باقي محافظات العراق محذرة من انتشار خطير لفيروس “الحمى النزفية” في مناطق الفرات الأوسط. وشددت المفوضة السامية لحقوق الإنسان على ضرورة اتخاذ إجراءات لتشديد المراقبة على المجازر وتكثيف الجهود لمراقبة العاملين في مجال الجزارة وإجبارهم على عدم الذبح خارج المذابح الرسمية لمنع انتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر جنبا الى جنب مع اجراءات و حملات مكافحة القراد في الارياف والاهوار باستعمال العقاقير والمبيدات .

اعلنت وزارة الصحة عن رصد عدة حالات اصابة بالفيروس المسبب للمرض في عدد من المدن العراقية ، ودعت مربي الدواجن والماشية الى اتخاذ الاحتياطات اللازمة والالتزام بالارشادات الصحية والنظافة والتعقيم والتعفير وارتداء القفازات لمنع انتقال المرض، مشيرة إلى انتقال الفيروس عن طريق الماشية والدواجن إلى الإنسان ، ويمكن أن ينتقل ايضا من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر بدم المصاب أو إفرازات جسده.

يجب على الشرطة والبلدية التدخل ومنع الرعي داخل المدن ومتابعة الأمر مع الجهات المعنية لضمان سلامة البيئة البشرية والحيوانية واتخاذ الإجراءات الصارمة بحق المخالفين لتلك الأوامر. وشددت على ضرورة قيام الجهات المعنية بحملات توعوية لتوجيه المواطنين العاديين لعقد ندوات ونشرملصقات مطبوعة لغرض إيضاح الأمراض الانتقالية ومنها الحمى النزفية وطرق الوقاية منها.

تحذير العائلات والأهالي من شراء اللحوم الحمراء من محلات الجزارة ، ما لم يتم ختمها بختم الطبيب البيطري ، مما يدل على صحة الاستهلاك والذبح ضمن مجزرة رسمية وتحت إشراف طبيب مختص “.

وتوقع مسؤولو وزارة الصحة حدوث المزيد من الحالات في بعض المحافظات الجنوبية المتاخمة للأهوار مثل ذي قار والبصرة وميسان حيث تزدهر تربية الجواميس والماشية في ظل غياب المستشفيات والمراكز الصحية والمكافحة البيطرية للقراد.

ان الاصابات والوفيات البشرية في بلدنا غالبا ما تكون محدودة وهذا عائد ليس لتطبيق اجراءات السلامة والوقاية والمكافحة ولكن للعناية الالهية التي جعلت من مناخ العراق حار جاف صيفا كابحا لكثير من الامراض التي تنمو وتتفاقم مع الجو المعتدل الرطب. لكن يوجد خسائر لايستهان بها سواء كانت بالثروة الحيوانية التي تكبد البلد المزيد من الاستنزاف لأقتصادياته او للارواح البشرية التي يعز علينا فقدها.

نبقى نقول ونزيد ونؤكد على ضرورة تطبيق واتباع اجراءات السلامة للمحافظة على صحة الافراد وحماية الثروة الحيوانية كل بحسب مسؤليته ومكانه وكما قلنا في بداية المقالة بتظافر الجهود نرتقي بالاوطان صحيا واقتصاديا وعلى كل الاصعدة.

Comments are disabled.