حوارات المستهلك …

مؤسسات حقوق الأطفال والنساء في العراق بينالفاعلية والتهميش

أجرى الحوار / ثائر علوان محمد

     ان الاهتمام العالمي لحقوق النساءوالأطفال يعد المعلم البارز لحضارتنا المعاصرة فالمجتمع الذي يعرف فيه الفرد حقوقهوواجباته هو مجتمع حر ومتطور يسعى لتحقيق التنمية الشاملة والتي أكدت عليهاالديانات السماوية كما نادى فلاسفة العرب والغرب بحقوق الطفل والمرأة ولتسليط الضوء على هذه المبادئ والمواثيق التي تخص أهمية الطفولة والأمومة فقد عقد مركزأبحاث الطفولة والأمومة في جامعة ديالى مؤتمره تحت عنوان (حقوق الأطفال والنساء فيالعراق بين التمكين والتهميش). وكان لمركز بحوث السوق وحماية المستهلك حضور فاعلفي هذا المؤتمر من خلال المشاركة بعدد من البحوث، ولأهمية هذا الموضوع التقت نشرةصوت المستهلك مع الدكتور سامي مهدي العزاوي مدير مركز أبحاث الطفولة والأمومةللحديث عن أهمية المؤتمر، وماذا يمثل هذا المؤتمر في مستقبل التنمية، فأجابنامشكوراً:

في الحقيقة ان هذاالمؤتمر قد أعد بدراسة مستفيضة من مختصين وأهميته وإعداده ليس فقط ينحصر بـ(الطفلوالمرأة) وإنما للمجتمع ككل اما مستقبل التنمية فان اي تنمية لا يمكن ان تتحقق اذالم تحترم حقوق الإنسان ولم تتبنى قيم الديمقراطية فهي تنمية ناقصة ولا يمكن ان تحققشيئا للبلد.

     وعبر الدكتور حسن تركي أعمير /قسم العلوم السياسية بكلية القانون والعلوم السياسية في جامعة ديالى، عن رأيه فيالمؤتمر: ان بوادر النضوج في المؤتمر وأهميته وتكمن في المشورة وتبادل الآراءوالأفكار حول كيف تكون الجلسات والتحضير والاختيار من البحوث المقترحة التي وصلتالى أكثر من (24) بحثا كلها تصب بحقوق المرأة الطفل، وهدفنا ايضا هو نقل الصورةالى صناع القرار والى المسؤولين لكي يكون مقام المرأة ليس مهمشا، أما بخصوص بحثهوالذي كان بعنوان “الحقوق السياسية للمرأة العراقية في الدساتير المعاصرة”فحدثنا: قدمت البحث بدءا من القانون العراقي الأساسي لعام 1925 والذي وجدت فيهتهميشا للمرأة العراقية بالكامل حتى حقوقها السياسية، مرورا بالدساتير المؤقتةالتي حصلت في النصف الثاني من القرن العشرين وختاما بالدستور الحالي لعام 2005الدستور العراقي الدائم وهذا الدستور قد أعطيت الكثير من الحقوق للمرأة وخاصةضمنتها المواد الدستوري بنظام الكوته وهي بنسبة “25%” وأملنا ان تتمكنالمرأة في ان تأخذ دورها هي بذاتها وتأخذ حقوقها من خلال الحدود المرسومة أوالمعطاة لها ونجدها الآن تحتل مواقع معينة في البرلمان والوزارات وموجودة في كلمؤسسات الحكومية، وهدف المؤتمر هو كيف ترتقي دور المرأة ويرتقي دور الطفولة ويحققالغايات والأهداف.

     وعن نشاطات مركز ابحاث الطفولةحدثنا مدير مركز أبحاث الطفولة (الدكتور سامي مهدي): هل تجدون تعاون مع الجامعات والمؤسسات الحكومية الأخرى بخصوص حقوق الطفل والنساء في العراق؟ فأجابنا: من المؤكدان بعض الجامعات والمراكز البحثية العراقية لديها برامج وإعداد خطط مهمة معالمؤسسات والوزارات العراقية تخدم المواطن العراقي فمثل ما تجدون مركز أبحاثالطفولة والأمومة يهتم بالدرجة الأولى بالطفل والأم وتعاونه مع بعض المراكز البحثيةوالوزارات العراقية فنجد مثل مركز بحوث السوق وحماية المستهلك تعاونه مع بعضالمؤسسات العراقية والتي تخص المستهلك العراقي بالدرجة الأولى، أما الثقافةالكاملة بالنسبة للوعي فهي بالحقيقة هي الثقافة الغائبة بهذا الخصوص واحترام لهذهالحقوق والتعامل ايجابيا معها يمثل ثقافة وهي على الأغلب ثقافة غائبة في العراق.

    كما اجاب الدكتور طالب مهدي عبود التدريسي فيكلية الآداب بقسم الاجتماع نفس الموضوع ؟ فأجابنا:- بالحقيقة توجد لبعض الجامعاتبرامج وعندها خطط عمل والتقاء مع بعض المؤسسات، يعني مثلا هناك تعاون بين وزارةالعمل وجامعة بغداد وتعاون بين مؤسسات وزارة الصحة وبعض الجامعات العراقية وهناكلحد الآن لم تنضج هذه العلاقة المهمة المسهمة بصورة فاعلة في تنمية المجتمع كما هوحادث في دول العالم، ودور الجامعة هي لتطوير مجالات وقطاعات المجتمع.

     وعن امكانية وضع آليات واقعية وعمليةفي تمكين الأطفال والنساء بالمشاركة بشكل فاعل في برامج التنمية اشار مدير مركزأبحاث الطفولة الدكتور سامي مهدي الى امكانية تحقيق ذلك عندما يعلم الأطفال سواءعلى مستوى الأسرة او على مستوى التعليم بالمدارس، فإذا امتلك هذه الثقافة فهوبالتأكيد اي تمكين لهم هو جزء من عملية التنمية لان عملية التنمية ننظر لها أينشاط يكفل ببناء الإنسان هو تنمية والتنمية التي تسير في مجال الانسان (تقديرقواه) تكون افضل من التنمية المادية اي يمكن ان نستورد التنمية المادية.

     أشار الدكتور حسن تركي عن وضعالآليات التي تمكن الطفل والمرأة من كسب الحقوق والمساهمة في التنمية؟ فأجابنا:الآليات مقدمتها هو الضمان الدستوري، والدستور العراقي ضمن هذه الحقوق، سواء كانفي الحقوق الإمكانية او الاتجاهات المختلفة وكذلك الرعاية للطفولة، وهذا هو موجودولكنه يحتاج الى ممارسة وتطبيق.     

     أما من الرؤيا الفلسفية للطفلوالمرأة بين الفكر الإسلامي والتشريعات فكان لنا وقفة مع الأستاذ الدكتور حازمسليمان الناصر/كلية التربية للعلوم الصرفة / كلية ابن الهيثم جامعة بغداد الذيحدثنا قائلا: ان الفلسفة تعد هي ام العلوم التي أنجبت كل المعالم الإنسانية،والفلسفة لها دور مهم في بناء الإنسان وتنادي بحرية الإنسان والإسلام ايضا فكرينادي بحقوق الإنسان وحقوق الطفل والمرأة … فلاسفة على مر التاريخ كانوا ينادونبحقوق الطفل والمرأة وحتى في فلسفة الإسلام مثل ابن سينا وابن خلدون والغزالي كانتلهم اراء ومواقف تؤكد على حقوق الطفل والمرأة .

     وتوجهنا بالسؤال الى الدكتورحسن تركي: هل تعتقدون ان المنظومة التشريعية في البلد كافية ام تحتاج الى تشريعجديد ؟ فأجابنا:- ان كل المنظومات التشريعية وما يتعلق بالحقوق والواجبات تحتاجالى تحديث وإعادة نظر في جوانب عديدة منها، ولكن هذا لا يعني ان الموجودة هي غيرصحيحة، ولكن مع تطور الزمن والمجتمع والنقلة باتجاه الديمقراطية تحتاج هذهالمنظومات الى تحديث.

وحول سمات حقوق (الطفل والمرأة) في ظل الواقع العراقي كانت لنا وقفة مع بعضالسادة المسؤولين منهم (السيد سليم الجبوري رئيس حقوق الإنسان في البرلمانالعراقي، والأستاذ حازم محمد سلمان / مدير جمعية الهلال الأحمر / فرع ديالى موضحينبرأيهم :    

     ان حقوق الطفل مقرة دينياوأخلاقيا ففي بعض المجتمعات المتقدمة يكون للطفل حقوق منذ فترة أو مرحلة الحمل وهو(جنين) وتوجد نصوص نظرية جميلة لحقوق الطفل، ولكن نقول متى يكون تطبيق هذه النصوصالنظرية في الواقع اليومي، ونحن نجد العراق مقبلا على مشكلة كبيرة فيما يخص الطفلوهو الإنتاج الأسري المتزايد غير المدروس وهذا سيشكل ثقلا على الأسرة وعلى المجتمعوعلى كل خطط وبرامج الدولة وهذا ما يحصل في مصر “الانفجار السكاني” فكل برامجالمجتمع المصري لا يمكن ان تستوعب هذه المشكلة السكانية وعلينا ان نلتفت ونخططلولادة طفل سليم مهيئين له كل ظروف العيش والحياة الكريمة.

     وقد كان لمركز بحوث السوقوحماية المستهلك رأي في هذا المؤتمر من خلال البحث الذي قدم من قبل الأستاذالمساعد الدكتور سالم محمد عبود الخبير الاقتصادي في المركز الذي حدثنا قائلا:- انمركزنا لا تنحسر أهميته فقط في تقديم البحوث بل التعاون مع كل الجامعات والمراكزمن اجل بناء مجتمع يبدأ من بناء الطفل واستكمال حقوقه وان المعرفة تمثل الحجرالأساسي في بناء الشخصية وخصوصا في ظل الانفتاح الإعلامي، لذا أصبح من الضروري انيتم دراسة واقع حماية الطفولة من كل ما يشوه عملية التربية السليمة فقد كان بحثناينصب في جوهر كيفية التنمية المعرفية لدى الطفل وسبل حمايته.

Comments are disabled.