عقد مركز بحوث السوق وحماية المستهلك حلقة نقاشية بعنوان (تأثير الازدحامات المرورية في رفع مستويات التلوث ببعض العناصر الثقيلة في جامعة بغداد و محيطها/ مجمع الجادرية) قدمها الأستاذ المساعد (نبراس محمد عبد الرسول) رئيس قسم تقويم السلع وأداء الخدمات في المركز في قاعة الحلقات النقاشية.
سلط الضوء من خلال الحلقة على تأثير ارتفاع اعداد السيارات والازدحامات المرورية على زيادة التلوث بالعناصر الثقيلة ومنها الرصاص والكادميوم.
وتم رصد الحالة في جامعة بغداد/ مجمع الجادرية ومحيطها حيث الازدحام المروري في مداخل الجامعة (المدخل الرئيسي، المدخل الرئيسي من جامعة النهرين، المدخل الثاني من جامعة النهرين بعد الانحدار من جسر الجادرية) ومخارجها (المخرج الرئيسي، مخرج نادي الفروسية، المخرج الرئيسي من جامعة النهرين) ومحيطها من الشوارع المؤدية لها وجسر الجادرية حيث الازدحامات المرورية تبدأ من الساعة 7 – 9 صباحا وتنتهي بنهاية الدوام الرسمي من الساعة 1.3 – 3.30 وبشكل يومي بسبب اكتظاظ المنطقة بالدوائر والمؤسسات الحكومية (وزارة العلوم والتكنولوجيا/ المراكز البحثية التابعة لوزارة الصناعة والمعادن/ الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية واخيرا جامعتي بغداد والنهرين) وجميعها تستخدم الطرق نفسها للذهاب والاياب. وتم الكشف ارتفاع مستوى التلوث بعنصر الرصاص والكادميوم والنحاس في المناطق المدروسة والذي يمكن ان يكون سببه نسبة الرصاص في الوقود الناتج من عوادم السيارات وكثرة الازدحامات المرورية والوقوف في التقاطعات.
وتطرق الى ان مسؤولية الازدحــام المروري لا تقع على وزارة أو دائــرة بعينهـا وإنمـا المسؤولية مشتركــة بين العديد من الوزارات والدوائر ذات العلاقة ومن الضرورة الاستفـادة مـن الخبرات والتجــارب العالمية ومحاكات تجـارب الـدول المتقدمة فــي تجـاوز هذه المشكلة فـي هذا المجـال خـاصة تلك المتوفرة في دول تشهد فيها الحركة المرورية كثافة عـالية من المركبات وتحركات المواطنين. كان التلوث بالمعادن الثقيلة في غبار الشارع في منطقة الدراسة مرتفعًا نسبيًا. ومع ذلك تشير مستويات التركيز هذه إلى أن تلوث غبار الشوارع بالمعادن الثقيلة نشأ من مصدر بشري مشترك وربما تكون السيارات مصدرًا مشتركًا رئيسيًا يشمل البنزين والمحركات والإطارات. لذلك للحد من مخاطر صحة الإنسان، يجب أن يكون تلوث المعادن هذا البنزين المجاني متاحًا في كل محطة وقود ويجب تشجيع الناس على استخدام البنزين الخالي من الرصاص وعلى الرغم من النجاحات التي حققتها هذه الوسائل إلا أن حل الأزمات والازدحامات المرورية قد يحتاج إلى معالجة من نوع مختلف تعتمد على مقاربة سيكولوجية لنفسية السائقين.
وخرجت الحلقة بتوصية دراسة امكانية تقسيم فترات بداية الدوام اليومي بين الوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى وحتى الشركات لكي يساهم ذلك في تقليل كثافة الازدحام إلى النصف فضلا عن نقل بعض الوزارات أو الدوائر التابعة لها والمؤسسات والمحاكم وخاصة التي تتصف بتقديم خدمة للمواطنين، إلى مناطق خارج مركز بغداد وبالإمكان بناء مجمع كامل لتلك الدوائر وهذا سيقلل من الازدحامات في شوارع العاصمة.