رب ضـــارة نـافعة
د.خليل إسماعيل إبراهيم
كثيراً ما يتطير الناس من الغلاء وما نسميه في الوقت الحاضر التضخـم الاقتصادي الذي يمثل بارتفاع مستويات الأسعار بين فترة وأخرى بمعدلات واضحة غالبا ما تكون أعلى من نسبة 3% سنويا لكي يمكن أن يقال أن هناك تضخم اقتصادي أما إذا ارتفعت الأسعار بنسبـة 3% أو اقل من ذلك فـلا يعد ذلك تضخما وإنمـا هي حالة اعتيادية تترافع زيادة النشاطات الاقتصادية.
ولاشـك في أن للتضخم مساوئ اقتصادية واجتماعية كثيرة يمكن الوقوف عليها بالرجوع إلى المصادر العديدة التي تبحث في ذلك، إلا أن ما يمكن التأكيد عليه أن أهـم تلك المساوئ هو إحداث خلل تخصصي الموارد الاقتصادية وإحداث فوارق اجتماعية غير مرغوبة، إلا انه من الناحية الأخرى قد يكون للتضخم بعض المحاسن التي ربما تكون غير محسوسة في كثير من الأحيان، إلا انه يمكن الإشارة إلى أهمها :-
1- إن التضخم الاقتصادي غالبا ما يدفع المنتجين والمستهلكين إلى التفكير الجدي للاستفادة من الموارد الاقتصادية المتاحة إلى أقصى استفادة ممكنة، فالمنتجين يحاولون استخدام الموارد بشكل كفوء كما أن المستهلكين تدفعهم الحاجة إلى تجنب الإسراف في النفقات .
2- من الناحية الاجتماعية عندما يرى الناس أن هناك غلاء فاحش وان مواردهم الاقتصادية بدأت في التناقص تراهم يتواضعون أكثر في ميدان العمل ويتفانى هؤلاء الناس من اجل إرضاء أرباب العمل لأجل الاستمرار في استخدامهم وحصولهم على الدخل الذي يمكنهم من سد متطلبات العيش.
3- في مجال البيئة ينعكس الغلاء في تناقص المخلفات سواء في تناقص ما يضاف إلى أكداس النفايات أو حتى تناقص تلك الأكداس إذ غالبا ما يضطر الناس إلى البحث عن الوسائل الممكنة لأجل الاستفادة من أكداس النفايات لاسيما وان المستهلكين غالبا ما يقومون باستخدام ما يتوفر لديهم من وسائل استهلاكية لأقصى استخدام ممكن مما ينعكس إيجابا على نظافة البيئة .
4- ومن فوائد التضخم الاقتصادي انه يقوم بدور المنظم للسوق، إذ انه عندما ترتفع مستويات الأسعار في ظل وجود سياسة اقتصادية حكيمة من شانها إحكام السيطرة على عرض النقد أن يؤدي ذلك تراجع مستويات الطلب، ومن ثم انخفاض أسعار الفائدة، مما يولد حافز جديد لزيادة النشاط الاقتصادي من جديد.