الفضائيات والثقافة الاستهلاكية في رمضان
م. أفنان محمد شعبان
تعد ثقافة الاستهلاك من اخطر الثقافات التي تشيع في المجتمعات المعاصر خاص في الدول النامية الأقل تطورا وتقدما فهي تعتبر دول مستهلكة لما تنتجه الدول المتقدمة والمسيطرة على الانتاج الصناعي والصناعات الثقافية ايضا، فالدول المتقدمة تعد سوقا للترويج وتصريف بضائعها وسلعها، وترويج الثقافات والأفكار الغربية الى مجتمعنا العربي، وقد ساهمت وسائل الإعلام في نشر ثقافة الاستهلاك والفضائيات تخطت الحواجز والحدود والقارات، فبفضل التطور التقني والأقمار الصناعية أصبح هنالك تعارف وتجاذب بين مختلف الثقافات ومالها من انعكاسات خطيرة على القيم الإنسانية، ومع سهولة استخدام التلفزيون وتوافره في كل المنازل وخصائصه المتميزة من الحركة والصوت والصورة واللون وسرعة نقل الحدث، أصبح هو أكثر وسيلة تحظى باهتمام الناس بين كل وسائل الإعلام الأخرى.
وبالرغم من حضور الثقافة الاستهلاكية في مجتمعنا إلا أنها تزداد بشكل كبير في بعض المناسبات كشهر رمضان الكريم، حيث تكثر فيه الرغبات والنزعات الاستهلاكية المفرطة للطعام وتناول المشروبات، والتي أصبحت كتقليد متبع في هذا الشهر الكريم.
وتساهم القنوات الفضائية التلفزيونية في الترويج لهذه الثقافة عبر ما تقدمه من برامج وإعلانات تجارية متنوعة للمنتجات الغذائية بطريقة جذابة والتي تكثر بشكل كبير في شهر رمضان فتثير الرغبة لدى المستهلك للقيام بعمليات شراء للسلع الاستهلاكية بشكل مبالغ فيه قد تزيد عن الحاجه الشخصية أو حاجات الأسرة، ولذلك أثره السلبي على المستوى الصحي أو على مستوى إنفاقه الشهري.
لذا فانه لابد ان يكون هنالك وعي استهلاكي لدى الناس من خلال تحديد الاحتياجات الأساسية للشخص والأسرة، والابتعاد عن الاستهلاك العشوائي المفرط للسلع والمنتجات.
وللإعلام دور في الحد من انتشار هذه الثقافة عبر تقديم برامج توعية وتثقيف بمساعدة الأشخاص على ترتيب وتحديد أولوياتهم والابتعاد عن التقليد والمحاكاة للمجتمعات الأخرى في الأنماط الاستهلاكية.