التكاليف الباهضة … لظاهرة تعاطي المخدرات عند الشباب
د. حسناء ناصر ابراهيم
تشهد الألفية الثالثة صور شتى لظواهر الفساد الاداري، التي يمكن رصدها في كافة المجتمعات أياً كان موقعها الجغرافي أو العصر الذي تعيشه وأيا كانت درجة تقدمها، أخذت هذه الظاهرة في المجتمع العراقي تلقي بظلالها على نواة المجتمع وجيلها الواعد بحيث يقع ضحيتها الشباب مما تعمل على نخر جسد الامة بطمس معالم العقل وقتل قدرته الإبداعية والإرادية.
ان الادمان على هذه المادة السامة لها أثار مدمرة وتكاليف باهضه تدفع مقابل تعاطي هذه السموم ولكون البشر يمثل أغلى كلفة تدفع وكما يقول بودان لا ثروة إلا من البشر” فمن الخسائر الناجمة لوجود هذه الظاهرة المميتة في المجتمع العراقي هي:
1. التكلفة النفسية للمخدرات: تمارس تعاطي هذه المادة خصائص سلوكية على من يتناولها ومن أهم أعراضها هي : احتقان العينين وزوغان البصر والضعف والخمول وشحوب الوجه والانطواء والعزلة والاكتئاب والتعب والارهاق والسلوك العدواني مع فقدان كامل لشهية الاكل والشعور في قشعريرة في الجلد واحساس بالبرد في الحر والعكس في الشتاء.
2. التكلفة الاقتصادية: تركز الثروة بيد فئة قليلة تتمكن أكثر من غيرها في استغلال الانشطة التي لاتتسم بالشفافية، زيادة حجم الاقتصاد الخفي وأتساع حيز التعامل في غسيل الأموال، تغلغل الجريمة المنظمة بشكل واسع وسريع في الاعمال التجارية المشروعة.
3. التكلفة الاجتماعية : ومن التكاليف التي تدفع جراء تعاطي المخدرات هي.
تنشأ علاقة سيئة مع الاصدقاء، كثرة التغيب عن العمل والسرقة الاحتيال، النوم اثناء الدروس والمحاضرات والخداع والكذب، الميل إلى ارتكاب الجرائم، يكون غير متحمل لمسؤولية أسرته، إشاعة روح اليأس بين هذه الفئة مما يترتب عليه انخفاض المبادرة ويقل الجهد ويتوارث فضلاَ عن الإحباط واليأس جيلاً بعد جيل مما يؤدي إلى توفير بيئة حاضنة للفساد ومن تكاليفها ايضاَ القضاء على هيبة القانون.
أزاء هذه التكاليف وللحد من الاثار السلبية الناتجة من ظاهرة تعاطي المخدرات :
لا بد من تنمية الوعي العام بأخطار هذه المادة وضرورة محاربتها إذ تمثل مسؤولية المجتمع جميعاً، فضلاً عن ضبط ومراقبة الحدود والتركيز على الداخلين إلى العراق ومتابعة الشبكات المهربة لهذه المادة، أضافة إلى دعم نشاط الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات و دور وسائل الاعلام بشتى انواعها في معالجة هذه الظاهرة المدمرة.