ارتفاع الاسعار وبداية العام الدراسي

م.م. ابتسام فريد علي
قبل حلول العام الدراسي الجديد بأكثر من اسبوع، بدأت معاناة العوائل العراقية التي تتكرر في كل عام جراء ارتفاع اسعار المستلزمات المدرسية والملابس والأحذية وجميع متطلبات الدوام، هذه الحمى ولدت حالة انذار قصوى، من الحيرة والقلق.
مؤشر وتيرة جشع التجار ارتفع بشكل واضح نهاية شهر رمضان المبارك واستمر في طغيانه حتى في بداية هذا العام الدراسي ولاسيما في اول اسبوع منه، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما العمل؟ وكيف سيتصرف من له ثمانية اطفال ولا يمتلك وظيفة أو مورد معيشي ثابت انها مشكلة ترهق كاهل العوائل العراقية.
ارتفاع اسعار المستلزمات والقرطاسية وارتفاع اجور النقل وهذه معاناة اخرى تشغل كاهل المواطن العراقي الذي عانى ومازال يعاني.
 ان أهم المشاكل التي تواجهنا مع بداية العام الدراسي الجديد والتي تتكرر في مثل هذا الوقت هي ارتفاع اسعار الملابس بصورة خيالية لاسيما متطلبات الدراسة من الحقائب المدرسية والملابس والأحذية، وان أصحاب المحال يرجعون ارتفاع الاسعار الى الاوضاع الأمنية في بعض البلدان من حيث استيراد المواد وارتفاع الدولار، وهذا غير على الاطلاق، سعر البدلة المدرسية اصبح لا يصدق ولا تستطيع بعض العوائل شراء اكثر من بدلة لأبنائها بسبب الامكانيات المادية المتدهورة التي ولا تتمكن من شراء المتطلبات المدرسية من احذية وحقائب وقرطاسية.

 

 

 

ان سوق القرطاسية شهدت خلال هذه الايام قبل بدء العام الدراسي الجديد اقبالاً لا نضير له من قبل العوائل العراقية التي لديها أولاد وبنات في سن المدرسة الابتدائية والمتوسطة، يقتنون حاجياتهم بطرق متفاوتة فمنهم من يساوم على السعر المرتفع ومنهم من يشتري فوراً ويعود الى البيت مسرعاً خوفاً من تجمعات الناس وامكانية استهدافهم من قبل الارهابيين.
اصحاب محلات بيع الملابس المدرسية يؤكدون ان كمية البضائع التي تباع خلال الموسم الدراسي تعادل ما يباع خلال اشهر عديدة ان ارتفاع اسعار ملابس الاطفال الاجنبية مثلاً يختلف من حيث المناشئ ونوعية الاقمشة الحجم يقابله رخص اسعار الملابس المحلية التي تتراوح سعر القطعة منها بين (8-12) ألف دينار وحسب نوعية القماش، وعلى المواطن ان يختار ما يناسبه وفق امكانياته ومدخولاته المالية.
كما نجد قبل حلول العام الدراسي الجديد أعدت العوائل العراقية ميزانية خاصة لشراء الملابس الجديدة والمستلزمات المدرسية والقرطاسية، وشراء الملابس والمستلزمات الخاصة بالمدرسة يحتاج الى مبلغ يسد احتياجات العائلة لفترة شهر ربما، علماً أن رمضان والعيد لم يبقي لدى بعض العوائل ما يكفي لشراء المستلزمات المدرسية، ونحن بذلك نناشد الحكومة عدم تكرار ارتفاع الاسعار بمثل هذا الوقت الذي يتزامن فيه رمضان والعيد والمدرسة وما هو الحل؟
يمكن ان تقوم الحكومة بإنشاء مجمعات تجارية في كل مدينة تبيع المنتوجات المحلية بأسعار رمزية، حتى يتمكن المواطنون البسطاء من اصحاب الدخل المحدود من اقتناء ملابس تليق بأولادهم وبناتهم، وردع التجار واصحاب المحال الذين اتخذوا من الطمع والجشع شعارين رئيسيين لعملهم.

Comments are disabled.