الاستهلاك المفرط للحوم في العيد والترشيد الصحي السليم

أمل جمال / وحدة الإعلام والمعلوماتية

للأسرة العراقية تقاليد تتعلق بتناول اللحوم تترافق مع ذبح الاضحيات في العيد ويزداد الإقبال عليها سواء المشتراة من القصابين أو التي تذبح كأضاحي في البيوت، واللحوم الحمراء تزود الجسم بالأحماض الامينية والعديد من الفيتامينات، والإفراط منها يشكل عبئاً على المعدة لصعوبة الهضم وهو من عاداتنا السيئة الأمر الذي قد يتسبب بمشاكل صحية جمة ليس لدى المصابين بأمراض مزمنة كالسكري أو الضغط أو القلب وأمراض الجهاز الهضمي، والنقرس وزيادة أمراض الروماتيزم والمفاصل وانسداد الأوعية الدموية وزيادة الكوليسترول والدهون الثلاثية وكذلك الإكثار من تناول المأكولات المعدة خارج المنزل المحفوظة بطريقة غير صحيحة والتي تسبب العديد من الأمراض فهي من السلوكيات الغذائية الخاطئة لما قد تتعرض اللحوم من تلوث حيث تصبح بيئة مهمة لنمو الميكروبات و تعمل على نقل العديد من الأمراض أهمها الحمى والسل وغيرها وبالإضافة إلى خطورتها كمسببات مرضية تعمل على تحلل المكونات الأساسية في اللحوم حيث تستهلك جزءا كبيرا من الدهون والسكريات والبروتينات ومن ثم تقلل القيمة الغذائية إضافة إلى قدرتها على إفراز سموم تقاوم حرارة الطهي وكذلك وضع اللحوم في أكياس سوداء مخصصة للنفايات أو وضعها في أكياس سبق استخدامها في أغراض تجارية ونقل الذبائح بالسيارات المكشوفة أو تركها لفترة طويلة وأيضا تعليقها معرضة للأتربة والميكروبات وملامسة اللحوم باليد مباشرة دون استخدام قفازات وخاصة الأيدي التي تحمل جروح أو تقرحات والإهمال بوضع اللحوم الطازجة بعد الذبح في ثلاجة التبريد لمدة تزيد عن 24 ساعة عند درجة حرارة من 3– 5 مئوية التجميد. ووضع مخلفات الذبيحة كالكرشة والمصران مع اللحوم في عبوة واحدة وكذلك الإهمال في تفريغ الهواء من أكياس الحفظ الخاصة به. ومن أهم النصائح الواجب أتباعها في عيد الأضحى أن تكون نسبة تناولها علي مدى اليوم صغيرة بحيث لا تتعدى ‏100‏غرام، وأن تكون مطبوخة مع الخضراوات مثل البصل والثوم والجزر والأفضل تناول اللحوم مسلوقة وليست محمرة. وتجنب تناول اللحوم محمرة، حيث إن الجمع بين البروتينات والدهون في وجبة واحدة يطيل فترة هضم الغذاء في المعدة وفترة الامتصاص.

     إن أفضل طريقة لطهي اللحوم هي السلق علي بخار الماء المغلي لإذابة الخلايا الدهنية غير المرئية والتي تتخلل اللحم الأحمر.‏ حيث يساعد البخار الساخن علي سقوط هذه الخلايا في الماء مع الاحتفاظ بليونة اللحم وكامل قيمته الغذائية‏عند سلق اللحم للحصول على الشوربة‏ يفضل وضع وعاء الشوربة بعد أن يبرد داخل الثلاجة والانتظار حتى تتجمد الدهون علي السطح، حيث إنها أخف من المياه‏ ثم إزالة الطبقة الدهنية قبل إعادة التسخين وتناولها مع الأرز كما ينصح عند تناول اللحوم بعدم شرب الماء وسط الأكل أو بعده حتى لايتسبب في أعاقة عملية الهضم بل يجب الانتظار ساعة على الأقل لشرب مالا يزيد كوب كأقصى تقدير والحرص على عدم تناول اللحوم بمفردها بل مع كمية كافية من النشويات مثل الأرز والبطاطس ليستفيد الجسم من الوظائف الحيوية المهمة لبروتين اللحوم. إن الشواء أخطر طرق الطهي لأن من خلال تعرض اللحم لدرجات الحرارة المرتفعة تتغير طبيعة البروتين وتتكون مركبات وأكاسيد نيتروجينية تؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض السرطانية على المدى البعيد خصوصاً مع تكرار عملية الشواء، وينصح تقليل سمك شرائح اللحم عند الشوي وطبخها قليلاً بالفرن قبل شوائه لتقليل مدة تعرضها للحرارة مع إزالة دهونها الظاهرة لمنع تساقطها علي الفحم وتكوين المواد الضارة منها‏ وتتبيل اللحوم بخلطات محتوية على الخل والليمون قبل الشيء‏ لخفض تكوين الأمينات الحلقية الضارة في اللحوم المشوية بنسبة‏90%.‏ وينصح بعدم تقريب اللحوم إلى مصدر الحرارة بعدم البدء في الشوي إلا بعد أن يصبح الفحم أقل اشتعالاً لتقليل تأثير شدة حرارته علي اللحوم‏ مع وضع اللحوم على مستوى مرتفع من الفحم قدر الإمكان وتقليبها مرة كل دقيقة لتقليل تعرضها للحرارة الشديدة‏ والتأكد من اكتمال احتراق الخشب والفحم قبل استخدامه وتنظيف أدوات الشواء والإكثار من تناول فيتاميني (A, C) ‏ وعند القلي استخدام زيوت الذرة الطبيعي وكذلك ينصح بشوي الكثير من الخضراوات مع اللحوم مثل البطاطس والجزر والبصل والطماطم والفلفل الأخضر‏ اعدم احتواءها على المركبات الحلقية الضارة‏‏ كما أنها تحتوي على مواد محفزة لإنزيمات الجسم لتحول هذه المركبات في اللحوم المتناولة إلى صورة غير نشطة يسهل طردها من الجسم وينصح باستخدام وسيلة لتجميع الدهون المتساقطة من اللحوم أثناء الشوي لتفادي سقوطها على الفحم مباشرة،‏ مما يمنع انحلالها وتكوين المواد الحلقية التي تترسب على اللحوم بتأثير الدخان ولنفس السبب يرش رذاذ من الماء لإطفاء أي فحم مشتعل بدهون اللحوم‏ ويفضل الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات لكي نمد الجسم بالأنزيمات الهاضمة التي تساعد علي الهضم وخصوصا الخضراوات الورقية ومنها تناول الخيار لأنه ملين يخلص الجسم من السموم بالإضافة إلى أنه يقي من النقرس فهو مدر لحمض اليوريك والبول ويمنع تكون حصى المسالك البولية وكذلك تناول الفجل مع الأغذية النشوية بسبب محتواها العالي على إنزيم الاميليز الضروري لهضمها.