مركز بحوث السوق وحماية المستهلك يطرح موضوع التعبئة الذكية للأغذية في حلقة نقاشية
نظم مركز بحوث السوق وحماية المستهلك حلقة نقاشية بعنوان (لتعبئة الذكيـة للأغذيـة واثرهـا في حماية المستهـلك) قدمها الأستاذ الدكتور محمد عبد الرزاق الصوفي رئيس تحرير المجلة العراقية لبحوث السوق وحماية المستهلك في المركز وذلك في يوم الاثنين الموافق 31 كانون الثاني 2022، سلط الضوء على احدث تقنية في العالم تستعمل في تعبئة الأغذية لإعطاء مؤشر على نوعية الغذاء ومدى سلامته للاستهلاك، إذ يعد موضوع سلامة الأغذية احد الاعتبارات الهامة في مجال حماية المستهلك نظرا لما يشكله الغذاء التالف وغير الصالح للاستهلاك البشري من مخاطر صحية جمة، ونتيجة لتطور سلوك المستهلك في كافة إنحاء العالم واتجاهه إلى الاعتماد على الأغذية المعلبة في الكثير من احتياجاته الغذائية والذي ساهم بزيادة الإنتاج العالمي الذي رافقه حصول العديد من عمليات الغش وترويج أغذية غير صالحة للاستهلاك، لذا فقد كانت الحاجة ماسة إلى وضع تشريعات ملزمة والقيام بخطوات هامة من اجل الحصول على أغذية سليمة من الناحية الصحية ولا تسبب ضررا للمستهلك عند تناوله هذه الأغذية.
وقد تمثلت هذه الخطوات بإتباع اشتراطات السيطرة والنوعية والمواصفات القياسية التي تحدد صلاحية المنتج من عدمه تلاها وضع المواصفات القياسية الدولية ISO)) Internationals Standardization والتي تلزم الجهة المصنعة باتخاذ كافة التدابير اللازمة من اجل الحصول على منتج ذي مواصفات قياسية معتمدة، ثم تطور الأمر إلى إتباع نظام (HACCP)Hazard Analysis critical Control Point القاضي بتحليل مناطق الإنتاج الحرجة والسيطرة عليها لضمان الحصول على منتج قياسي، وقد أدت هذه التدابير إلى أنتاج غذاء عالي الجودة وأمين من الناحية الصحية، إلا أن ظروف التداول والخزن للمنتج تتفاوت بين الدول واعتمادا على ثقافة الشعوب والتي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى تلف الأغذية أثناء هذه العملية المهمة التي تلي عملية الإنتاج، وأصبح المستهلك في بعض الأحيان يفاجأ عند اقتنائه لغذاء معين من الأسواق المحلية بأنه غير صالح للاستهلاك عند فتحه في المنزل، لذا فقد كانت الحاجة ماسة إلى ابتكار أسلوب جديد يمكن المستهلك من معرفة مدى سلامة الغذاء قبل عملية الشراء وقد كان هذا الأسلوب باستعمال عبوات الأغذية الذكية التي تعطي المستهلك معلومة عن مدى صلاحية الغذاء من عدمه وذلك عن طريق وضع منطقة معينة على العبوة الغذائية تشير إلى لون معين في حالة كون الغذاء صالح للاستهلاك البشري وعند انتهاء فترة الصلاحية أو حدوث تلف فيه فان هذا اللون يتغير إلى لون آخر مما يساعد المستهلك في تجنب شراء هذا الغذاء والابتعاد عنه.
وقد اعتمدت آلية عمل هذه العبوات على تغير اللون عند دخول الأوكسجين إلى المادة الغذائية المعلبة والذي يساعد على نمو الأحياء المجهرية التي تسبب تلف الغذاء وبالأخص في اللحوم المجمدة، كما أن حدوث التغير في درجات الحرارة المستعملة في حفظ المادة الغذائية يمكن أن يؤشر بتغير لوني وهذا يعطي معلومة مهمة للمستهلك بان الغذاء لم يخزن بدرجة الحرارة المناسبة التي قد تؤدي إلى إحداث تغيرات عدة في الغذاء تقود إلى تلفه بسبب الأحياء المجهرية التي تعمل على إحداث تغيرات عدة في الغذاء مثل إنتاج الحامض والغاز وتحلل البروتينات وتزنخ الدهون فضلا عن العديد من التغيرات الأخرى التي يمكن الاستفادة منها في الكشف عن تلف الأغذية باستعمال مواد كيمائية أو أنزيمية تسبب تغيرا في اللون الذي يعبر عن تلف المادة الغذائية من عدمه، وما زال المجال البحثي في هذا المجال حديثا ويحتاج إلى المزيد من الدراسات من اجل تحقيق الهدف المهم وهو حماية المستهلك من حصوله على أغذية غير صالحة للاستهلاك البشري.