نحن شعب انعم الله علينا بالكثير .. ولكن !
د. جبرة احمد الطائي
بسم الله الرحمن الرحيم ” و جعلنا من الماء كل شيءحي “
تفتقر كثير من البلدان إلى ابسط مقومات الحياة المتوفرة لدينا وتسعى جادة للنهوض بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي وتعمل بالسعي الحثيث للتطور تحتل مرتبة متقدمة كبلدان سياحية مستغلة ما توفر لها من إمكانيات متاحة لديها وتعمل على تنميتها وتطويرها كما هو الحال في ماليزيا والإمارات العربية المتحدة وغيرها منبقاع العالم، أما نحن فقد أنعم الله علينا بنعم وفيرة ولكنها لم تستغل استغلالسليم، ونعمل في كثير من الأحيان على تدهورها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وأحيانابواقع يفرض علينا و بالحصيلة هو تدهور لكل ما هو ضروري للحياة واستمرارها .. فمن هذه النعم:
* (المياه الوفيرة…نحن ليس بلد النهرين فقط ولكن هناك الكثير من الروافد والمياه الجوفيةوالمسطحات المائية) وللأسف تنقصنا الثقافة المائية، فدجلة والفرات الباكيين بعد إنشيدت فوقها السدود الخانقة لم يصل منها إلا جزء بسيط فيقوم المواطن قليل الحيلةبخنقه أكثر بواسطة رمي النفايات، وتقوم المصانع بصب غضبها فيهما ولا نكتفي بهذاالقدر وإنما نهدر الماء إثناء غسل أرضية المنازل وغسل السيارات أو رش الحدائقالغير مبرمج وباختصار لا نحافظ على الثروة المائية المتبقية وإنما نساهم فياستنزافها دون مراعاة لما يهدر منها وتجاهل أهميته المستقبلية فكثير من الحروبحصلت بسبب النزاع على المياه.
* ألأرض الطيبة: ارضالسواد، بلاد مابين النهرين والمزوبوتاميا كلها أرض العراق، ولكن التدخل البشريالغير حكيم باستخدام مبالغ للأسمدة الكيماوية والتقليل من التسميد العضوي،الحروبوالتلوث البيئي عمل على تغيير سلبي في صفاتها وخواصها الجيولوجية ولكنها لم تبخل علينابالكثير من جودها.
* أما العامل الثالث فهو المناخالطبيعي، فقد انعم الله علينا بمناخ متنوع يختلف من منطقة لأخرى حسب البقعةالجغرافية- رغم الاحتباس الحراري والتلوث البيئي- ولكن هناك تنوع مناخي قلة منبلدان العالم تتمتع به، وكان سبب لتنوع المنتجات الزراعية من محاصيل زراعية وثروةحيوانية لو اعتمدنا عليها فقط، لتجاوزنا أيام الحصار الجحاف. وهنا يأتي دورالثقافة الصحية والبيئية والدينية وكما أوصى ربنا بكتابه الكريم بأكثر من صورةبتناولها، لتمتعنا ببنية صحية وسليمة وبعمر مديد ومنها:
نباتي، التين، الزيتون، التمر، العسل، ألأعناب، الرمان، النبق، السدر،البرتقال، المشمش، ومن الحبوب الماش واللوبيا والرز العنبر، أما المنتجاتالحيوانية كالأغنام العراقية تحتل مكانة مرموقة عالميا لجودتها وكذلك الثروةالسمكية أضف الى طيور الماء والإبل. أما المسطحات المائية والأهوار في الجنوب فهيبندقية الشرق وليس العراق فقط لذا يجب المحافظة عليها وتطويرها.
هذه بعض من خيرات بلادنا والتي يجب ان تستغل بشكل سليم يضمن للمستهلك حقهيتوفر الغذاء والماء وبدوره يعمل وضع برامج تربوية وبرامج توعية من اجل الحفاظ علىالأمن الغذائي والمائي وليعمل الكل بشعار من أجل العيش الكريم.