مجزرة الشعلة النموذجية واللحم الطازج
م.م.نبراس محمد عبد الرسول
عندما يتبادر الى الذهن عبارة النموذجي او النموذجية فهذا يعني ان المكان متكامل من كافة النواحي (التكنولوجية والصحية والبيئية وكذلك من الناحية الجمالية) والمجزرة الواقعة في منطقة الشعلة من مدينة بغداد هي نموذجية من كافة النواحي والعكس هو الصحيح. حيث فالمجزرة عبارة عن ارض مفتوحة غير مبلطة بالإسفلت او الاسمنت ونما ارض طينية خالية من تصاريف المياه, عن طريق الصدفة ذهبت الى هنالك مع احد الأقارب لشراء لحم العجل وكان المكان مملوء بالمياه بسبب ان اليوم السابق كان ممطرا والجميع يتخبط في المياه والأرض محاطة بسياج بين الطابوق والمشبكات الحديدية وذي عدة أبواب ولا يوجد ما يقي من حرارة الشمس او الأمطار فتحيرت من كيفية الذبح في المجزرة وسأشرح لكم الصورة.
يقوم القصاب النموذجي سحب الحيوان الى منطقة قليلة المياه ثم يقوم بالتعاون مع عدد من القصابين بإسقاط الحيوان على الأرض ويوجهه نحو القبلة ويسمي ويذبحه ويتناثر دمه على الأرض ويتجمد بسبب عدم وجود تصريف للمياه ثم يقوم بسلخه بشكل جزئي ويقطع الرأس والأرجل وبعد ذلك يسحب الرافعة المتنقلة وبالتعاون مع ما متوفر حوله من الرجال الى رفع الحيوان عن الأرض ثم يكمل عملية السلخ وبعدها يقوم بفتح بطنها (الذبيحة) ويخرج الأحشاء الداخلية ويرمي بها الى الأرض ثم يقوم بالتقطيع حسب الرغبة والبيع علما ان سعر البيع بين 6500-10000 الاف دينار وجميعنا يعرف بالفارق الكبير بين هذا السعر وبين السعر خارج الجزرة (محال القصابة) ثم عندما أردنا المغادرة فوجئنا عند الباب بوصل بمبلغ 2000 دينار ويحدد حسب كمية اللحم المشتراة وكتب عليه (الشركة العراقية لإنتاج وتسويق اللحوم والمحاصيل الحقلية (مجزرة الشعلة) ويختم عليه بنفس العنوان ورقم للوصل واسم المتعهد وتحت عنوان وصل جباية والمبلغ واسم المشتري وعدد الذبائح ونوعها (بقر، غنم، جاموس، ماعز، بعير) والتاريخ والمحاسب والمهم هنا هو ماذا يوفر المتعهد لكلا الطرفين (القصاب والمشتري) وهل ممكن من الجهات المعنية ان تحول هذه المجزرة إلى مجزرة نموذجية بالشكل الصحيح من جميع النواحي وبذلك تتحول النفايات الناتجة من الذبيحة الى سماد والى جلود وكذلك توظف جميع الأيدي العاملة ويحصل المستهلك على اللحم بالشكل السليم والصحي وأخيرا أنصحكم بالذهاب إلى المجزرة والوقوف على واقع الحال .حيث هناك ضرورة لإنشاء مجزره نظامية وهناك ضرورة لوجود وعي مجتمعي الى جانب ضرورات تطبيق الضوابط الصارمة بحق المخالفين من القصابين ممن يقوم بممارسة الجزارة خارج المجازر النظامية التي يجب ان تتوفر في كل قضاء وناحية بلا استثناء.