المؤشرات النوعية للتعليم الجامعي.. مشكلة الهدر عند الطلبة (الرسوب والتسرب)

د. حسناء ناصر التميمي 

يعد التعليم الجامعي أداة مهمة في تنمية القدرات البشرية وله دور في إعداد وتهيئة تلك القدرات المتخصصة في المجالات العلمية والإنسانية المختلفة من خلال إلتحاق الطلبة بكليات ومعاهد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بعد تخرج الطلبة من المرحلة الإعدادية، ويشهد قطاع التعليم بشكل عام وقطاع التعليم الجامعي بشكل خاص تغيرات كمية ونوعية تؤثر على الحركة العلمية والتقنية والثقافية وصولاً إلى بناء أجيال جديدة متسلحة بالعلم والمعرفة، ولأهمية هذه المؤشرات ارتأت الباحثة عرض هذه المشكلة والتي تشمل ظاهرتي الرسوب والتسرب. فقد تمثلتا في حالات عديدة منها : الغياب والانقطاع عن الدوام وظروفه الشخصية أو المادية وترقين القيد بسبب عقوبة انضباطية، وهنالك عدة أطراف أدت إلى ظهور مشكلة الرسوب عند الطلبة وهي:-

* الطرف الأول فيها الطالب:-  وذلك لأسباب عدة منها:

ضعف طموح بعض الطلبة وانخفاض رغبتهم نحو الدراسة والذي يعزى لعدة عوامل:

عدم القناعة بالشهادة الممنوحة بعد التخرج ومزاولة بعض الطلبة للإعمال الحرة أثناء الدراسة لتأمين الحاجات المادية والمعاشية لهم ولأسرهم، وقلة وسائط النقل وازدحام الشوارع المؤدية إلى الكلية التي تسبب تأخر الطلبة عن الحضور إلى الدوام في الوقت المحدد، ومعاناة بعض الطلبة من مشكلات صحية أو عاطفية تضطر بهم إلى التغيب عن الدوام لمدة محدودة، وغيرها.

* الطرف الثاني – التدريسي:-  يمكن أنّ يساهم بعض التدريسيين بدون قصد في عدم حضور الطلبة إلى المحاضرات الدراسية التي تؤدي بهم إلى الرسوب وذلك بسبب الأتي:

أ. يتبع بعض التدريسيين طرائق تدريسية قديمة أو لا يحسن البعض إيصال المادة بسهولة إلى أذهان الطلبة

 ب. بعض التدريسيين يتمسكون بالكتاب المقرر، بحيث لا يثير اهتمام في نفوس الطلبة وربما يستطيع الطالب الإحاطة بها دون الحاجة إلى الحضور.

* الطرف الثالث القسم الدراسي :-

 والمتمثل في الحالات الإدارية مثل: ضعف في تطبيق التعليمات الخاصة بالغياب بدقة وحزم من قبل الجهات المعنية بذلك (القسم العلمي، عمادة الكلية، رئاسة الجامعة.

أما التسرب : يقصد بالطالب المتسرب (التارك والتأجيل والفصل) الطالب الذي يترك الدراسة بسبب من الأسباب قبل نهاية السنة وفي المرحلة الدراسية التي سجل فيها بالإضافة إلى الأسباب التي ذكرت سابقاً هنالك أسباب عامة للهدر هي: – الإهمال المتعمد من قبل بعض الطلبة. – عدم وجود فرص تعيينات سريعة في مؤسسات الدولة، أو ضالة الأجور المدفوعة للخريجين عند التوظيف تضعف الرغبة في الحصول على الشهادة وتجعل بعض الطلبة غير متحمسين للدراسة أو إنهاء الدراسة في وقتها المحدد. كما وتعزى النسبة المرتفعة من معدل الهدر بصورة عامة إلى أنّ (60%) من الطلبة سبب غيابهم الرئيسي يعود إلى الظروف الأمنية.

يمكن معالجة مشكلة الهدر من خلال الأتي :

– استقرار الوضع الأمني

– إيجاد تعيينات للخريجين لو كانت بأجور يومية.

– مراقبة الأهالي لابناءهم.

– تقويم كفاءة الأداء للتدريسي من خلال دورات التعليم المستمر .

– الاتفاق مع المنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن كاليونسكو في أقامت دورات تدريبية  للتدريسيين خارج البلد.

 

Comments are disabled.