تحقيقــات.. لعب الأطفال بين الإمتاع والتأهيل التربوي السليم

أجرى التحقيق.. وحدة إعلام المركز/ م. أفنان محمد شعبان      ثائر علوان محمد

      يعتبر اللعب وسيلة أساسية في عملية إرشـاد الطفل لأنه لا يستطيع أن يعبر عن نفسه شفويا بطريقة سليمة، ولأنه يتفاعل مع البيئة المحيطة به من خلال اللعب، فاللعب يزود الطفل بطريقة أفضل للتفاعل مع البيئة أو التحكم بها، كما انه مفيد في تحقيق النمو الكامل والمتوازن لدى الطفل، ويعمل على حمايته ووقايته من الوقوع في مشاكل انفعالية حادة، إضافة إلى إتاحة الفرصة له للتخلص من التوتر الانفعالي.

     وترتبط الألعاب المستخدمة في عملية الإرشاد بأهداف العملية الإرشادية، لكن هناك صفات عامة لابد من توفرها في غرفة الألعاب وفي الألعاب ذاتها تتمثل في الألوان المستخدمة في الألعاب وغرفة الألعاب وأثاث الغرفة وان تكون من الألوان الزاهية والهادئة والمبهجة. أن يكون أثاث غرفة الألعاب سهلة التنظيف ومناسبة للطفل، هذا ويجب أن تتضمن الألعاب المستخدمة مواقف الحياة اليومية، وان تجذب انتباه الطفل واهتمامه، أن تناسب عمر الطفل وقدراته العقلية. كما يجب توفير الألعاب التي تتناسب مع حاجات الطفل ورغباته، ومتطلبات المرحلة العمرية التي يمر بها، ويفضل أن تكون قريبة من بيئة الطفل الأسرية والاجتماعية.

ومركز بحوث السوق وحماية المستهلك الذي يحرص على أن يكون من السباقين في دراسة الواقع العراقي ومعالجة المشاكل فقد أجرت صوت المستهلك لقاءات مع العديد من المواطنين للتعرف على آرائهم وتصوراتهم حول لعب الأطفال:

التقينا بالسيد ليث وهو أب لطفلين، وسألناه عن نوع اللعب التي يشتريها لأطفاله؟ وقد أجاب إن رغبة الطفل في الغالب تمثل الدافع الأكبر في اقتنائي اللعبة له، ومن جانب آخر فان عمر الطفل يؤثر في اختيار نوع اللعبة، فأطفالي تتراوح أعمارهم بين 3-5 سنوات، لذلك تشكل الألعاب التي تشبع جانب المرح والحركة والتسلية بما يناسب هذه المرحلة العمرية وأكثر الألعاب التي اشتريها لهم هي الدمى التي تكون بأشكال بشرية وأشكال الحيوانات التي تتحرك وتغني وتتكلم وكذلك السيارات والكرات الملونة وبعض الألعاب الموسيقية وربما بعض الأسلحة لرغبتهم بها.

– هل تجد أن أسعار اللعب مرتفعة؟ أجابنا موضحا.. نعم الأسعار مرتفعة ولا تتناسب مع دخل الموظف الحكومي، ولكن يوجد لعب محلية الصنع وهي بأسعار زهيدة الثمن بيد أنها لا تتسم بالجودة والمتانة في التصميم وربما تفتقر إلى الجاذبية التشكيلية في تصميمها إذا ما قورنت باللعب المستوردة.

– وسألنا احد المشترين للعب الأطفال هل تجد صعوبة في إقناع طفلك باللعبة التي تشتريها له؟ أحيانا أجد صعوبة في إقناعه لأنه يكون في مخيلته لعبة معينة يريدها، مما يضطرني أن أحاول إقناعه بجمالية وتقنية اللعبة ليقتنع بها أخيراً، وما الذي تقوم به عند اختيار أولادك للعبة معينه؟ هل توافقهم وتأخذ هذه اللعبة أو لك رأي آخر؟ عندما يختارون اللعبة أقوم أنا بفحص اللعبة ومدى جودتها واستفادتهم منها فإن كانت جيدة اشتريها لهم، وإذا كانت رديئة ارفض شرائها.

    والتقينا بالسيد (عامر احمد) وهو احد أصحاب محال بيع لعب الأطفال ممكن تحدثنا عن الألعاب التي تجد رواجا من قبل الأطفال ؟ لا توجد هناك ألعاب معينه وإنما كل الألعاب تقريبا تجد رواجا من قبل الأطفال لان هناك أشكالا وأنواعاً كثيرة يوجد عليها طلب، فبعض الأطفال يرغبون بشراء لعب الشخصيات الكارتونية التي يشاهدونها في التلفاز، والبعض يفضل لعب كرات القدم أو السيارات أو الدراجات أو لعب المسدسات، والفتيات يفضل نلعب العرائس والدبدوب أو التي تكون على شكل طفل صغير.

وسألناه:- نرى أن هناك منتجات كثيرة من الألعاب ومن المؤكد أن هناك الجيد منها والرديء. ما الدور الذي تنصحون به العملاء عند مفاضلتهم بين هذه الأنواع ؟ مع انتشار الكثير من البضائع في الأسواق المحلية أصبح المستهلك على وعي كامل بنوع البضاعة الجيدة فعندما يحضر إلى المحل ويختار هو أو أبنائه لعبة معينه يقوم بفحصها والتأكد من جودتها بعدها يقرر الشراء، وإذا طلب النصيحة فأقدم له النصيحة بشراء اللعبة جيدة الصنع والمفيدة أكثر للطفل.

-وكان لنا لقاء ببائع آخر للعب الأطفال وسألناه عن أسعار اللعب واخبرنا قائلا تتفاوت الأسعار فنجد أن هناك عملاء يبحثون عن ألعاب تتوافق مع ميزانياتهم مما قد يجعل بعضهم يشتري لعبة رخيصة الثمن تفتقر إلى الجودة، ونحن بدورنا عندما يشتري العميل لعبه نرى أنها تشكل خطراً على الأطفال نخبره أولا بعمر الأطفال الذين بإمكانهم اللعب وتلاءمهم هذه اللعبة ونوضح له ما تشكله من خطر إن كان هناك خطورة على الأطفال من هذه اللعبة.

    إن اللعب يعمل على زيادة خبرة الطفل أيضا، وزيادة إدراكه وقدرته الجسدية وكفاءته وتآزره الحركي. ومن ثم يجعل الطفل مستمتعا بالحياة ويصبح هذا النوع من اللعب جزءا من حياة الطفل وان أصبح راشدا، ونجد أنَّ اللعب كأسلوب علاج أو توجيه لسلوك الطفل يكون من خلال أساليب الحياة اليومية التي يستخدمها الآباء والمربون والمدرسون والمسؤولون عن التربية في المؤسسات الاجتماعية لضبط أو تغيير سلوك الطفل. وتعتبر هذه الأساليب فعالة في تحقيق ذلك، إلا انه يجب الانتباه والحذر في استخدامها حتى لايساء فهمها، أو يساء مفهوم تغيير السلوك. لذلك يجب العمل على إعداد البيئة المناسبة التي تساعد الطفل على المبادرة والقيام بالسلوك التلقائي السوي، وكذلك مساعدته على تحقيق ذاته بأسلوب سلس طبيعي دون الاعتماد كليا على البيئة.

وأخيراً لابد أن يتم مراعاة مسالة عمر الأطفال في اختيار اللعب، وكذلك مراعاة جانب مهم وهو فائدة اللعبة للطفل ودورها في تنمية ذكائه وتعلمه وتنمية قدراته البدنية، وبالتأكيد فان للعب دور تربوي وتعليمياً للأطفال. ولكن هناك مناهج وأسس ووسائل تأخذ بنظر الاعتبار الجوانب السيكولوجية وتأثيراتها على مستقبل سلوكية الأطفال وتشكيل تصوراتهم عن الحياة.